13 سبتمبر 2025
تسجيل* احتفلت سفارة دولة إرتريا بذكرى استقلالها الرابعة والعشرين، بحضور ملون يشبه تماما هذا الشعب الذي ناضل من أجل حريته لأكثر من ثلا ثين عاما، ومنذ أن نال استقلاله 1991، وهو يجسم مفردات الحرية لينسجها بمرحلة النضال؛ لأنها مغروسة في جسده وبين مفاصله، ففي باحة الحي الثقافي "كتارا" رقص الجميع قفزا وتلويحا بالأيادي لأعلي في سيمفونية لا تقول إلا أن للحرية طعما لا يضاهيه طعم.* على نغمات أغاني الحماسة باللهجات الأرترية وبأثواب التراث التقليدية طرب الحضور بكل سحناتهم ومقاماتهم متحلقين حول الرجل الخلوق السفير علي إبراهيم أحمد عميد السلك الدبلوماسي بالدوحة وزوجه هذه "الحنان" التي استطاعت بابتسامتها العفوية وتواضعها أن تترجم الدور الحقيقي والفاعل لزوجات السفراء في دول الاغتراب، فهي حضور بكل إرث بلادها ومفرداته في غالبية الفعاليات التي تقام وجدتها ضمن المشهد الثقافي بمدارس قطر وحضور داعم للعمل الطوعي وجزء أصيل من أنشطة سيدات السلك الدبلوماسي كهمزة وصل بينهن وسيدات المجتمع القطري، بما يشكل علامة مميزة لواجبات زوجات السفراء في بلاد التمثيل وبوصلة لكل من غادر أرض إرتريا بحثا عن لقمة العيش في دوحة الخير.* استضاقة "كتارا" لمثل هذه الفعاليات ترجمة لفلسفة حوار الثقافات وباب من أبواب إيلاء المقيمين حقهم في التنفيس عن أحلامهم وطموحاتهم، تمعنت في وجوه المحتفلين الكثر كيف تتقافز أجسادهم برشاقة إلى أعلى متناسقة مع الإيقاعات الموسيقية التي تحكي تفاصيل رحلة الكفاح، متطلعين إلى الفضاءات الواسعة لتسع كل طموحاتهم الخضراء، ولم أشك لحظة أن الصباحات حينما تشرق سيمارسون واجباتهم في مقار أعمالهم بكل حيوية وجدية؛ لأنهم نفضوا عن دواخلهم أي قنوط وضيق ولشعورهم بأن قطر في مسعاها لتوفيق أوضاع العمالة تترجمها بمثل هذه المساحات التي تربطهم بإرثهم وتراثهم. * إن إرتريا شكلت منذ قديم الزمان حلقة اتصال تجاري وحضاري بين إفريقيا وشبه الجزيرة العربية، وموقعها الاستراتيجي جعلها منطقة صراع ونفوذ، وبورة أطماع المستعمرين عبر التاريخ، حيث تعرضت لعدة حقب استعمارية. كما أنها تمثل أقصر جسر يربط طرق الملاحة بين المحيط الهندي والبحر المتوسط وكحلقة وصل بين القارات الكبرى الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا، وقريبة من الأراضي المقدسة في شبه الجزيرة العربية ومناطق إنتاج النفط بالخليج العربي ودول شرق إفريقيا. ولعل الكثيرين يعرفون أن مصوع يطلق عليها بلاد الإسلام ففي شهر رجب العام الثامن سنة 614م كانت الهجرة للحبشة والبعثة الإسلامية الأولى، وعلى أرض مصوع أو (باضع) كما كان يطلق عليها العرب قديما، قام الصحابة ببناء أول مسجد في الإسلام.* وإرتريا ذات طبيعة خلابة تعتمد الزراعة والثروة الحيونية، وبها أكثر من (126) جزيرة، أهمها أرخبيل دهلك وبه نحو 25 جزيرة، أهمها جزيرتا "فاطمة" و"حالب". وعدد سكانها يزيد عن أربعة ملايين نسمة دفعتهم رحلة النضال وصراع الطبيعة أثناء الجفاف والتصحر واختناقات المعيشة لركوب الصعاب والهجرة إلى بلاد الله الواسعة، لذلك هم من أكثر الشعوب ربما حنكة ولطف ومسالمة. همسة: شكرًا لكم أيها الشعب النبيل