24 أكتوبر 2025

تسجيل

تكريم المتقاعدين المنسيين

01 يونيو 2014

لست بصدد الحديث عن قانون التقاعد الجديد الذي ينتظره الجميع بفارغ الصبر لخدمة المصلحة العامة، وكونه سيكون في صفِّ الموظف المواطن وسيحقِّق له ولأفراد أسرته العيش الكريم، ويلبي جميع متطلبات المتقاعدين ويراعي مختلف الفئات، ولأن به كما أعلنوا مزايا وحقوق مختلفة لجميع الخاضعين تحت مظلة التقاعد. وكلنا نتعشم أن يكون البديل للقانون القديم الذي أكل عليه الدهر وشرب ولم يصدر بصورته التعديلية المراعية لآمال المواطنين وطموحاتهم حتى الآن. حديث الشارع القطري في هذه الأيام هو صدور /قانون التقاعد/ في أقرب فرصة ممكنة، وكل من على القائمة ينتظر صدور القانون بحلة جديدة تختلف عن أخطاء الماضي، وتخدم المواطن الذي من حقه أن يعيش عيشة السعداء بعد عمر طويل من العمل في الدولة، ويتمنى أن يختم حياته بمعيشة كريمة يقطف منها ثمار المرحلة التي عاشها في كنف الوظيفة، ويكفي ما عاناه المتقاعدون السابقون عندما أحيل الكثير منهم إلى التقاعد في سن مبكرة، أو مَن تمّ تحويلهم إلى البند المركزي. سوف أركز في مقالتي اليوم على مسألة تكريم الموظفين الذين أحيلوا إلى التقاعد، فتكريم الذين عملوا وجاهدوا في سبيل رفعة مجتمعهم وعزّته، مسألة مهمة جدا، خاصة عندما يكرّم هؤلاء وهم أحياء، فإنّهم يشعرون أنّه لا يزال في المجتمع أناس يقدّرون العمل والجهد والتفاني. وهذا يعطيهم القوة لإتمام دورهم في مجالات أخرى مختلفة، بحيث لا يحرمون مجتمعهم من القدرات والإمكانيات التي يتمتعون بها. في الغرب الذي نَدعى ظلماً أنهم يفتقرون إلى الألفة بين أجياله، وأكثرنا مخطؤن في هذا !! فعندهم حينما يحال أحدهم إلى التقاعد فإن الموقع الذي يعمل فيه يقيم له حفلا خاصا بهذه المناسبة، تلقى فيها الكلمات التى تشيد به وبخدماته وأخلاقه، ويحضرها من هو في أرفع موقع وظيفي ويتنافس زملاؤه في العمل لإلقاء كلمات المديح والإشادة به وإغداق الهدايا عليه وتمنى أسعد الأيام له بعد الإحالة إلى التقاعد، فما بالنا نحن اليوم نتنكر لأولئك الذين لازمونا لسنوات من الزمالة والعشرة، ونغمض أعيننا عنهم لمجرد إحالتهم إلى التقاعد، رغم أنها سنة الحياة، فمن غير المقبول عدم مراعاة تلك الزمالة من أصدقاء العمل ذاتهم، أين إذن الأخلاق والأعراف التى تربت عليها الأجيال طيلة عقود طويلة في التلاحم الاجتماعي والألفة واحترام الكبير؟ كثير من المسؤولين في إدارات الدولة لا يعنيهم تكريم المتقاعدين بحفل رمزي لمن أفنى عمره في خدمتنا حتى أوصلته خدمته وكبر سنه إلى مرحلة التقاعد إو مرحلة الاستراحة والاستقرار كما تسمى عند البعض الآخر، لتكون هذه اللفتة بقعة مضيئة نحو حياة مستقرة رغيدة هادئة للسنين الباقيات من حياته. عندنا الصورة مختلفة جذرياً ولا أدرى لماذا لم تركز عليها وسائل الإعلام للدفاع عن المتقاعدين الذين عانوا من غدر وتنكر بني جلدتهم لهم؟ ومنهم المعلم والطبيب والعسكري والمهندس والموظف والعامل والمدير ذكوراً وإناثاً، أين هي العدالة الاجتماعية التي نتبجح بها؟ ونحن نرى كل هذا التنكر الذي اصطنعناه وأنزلناه على رؤوس هذه الشريحة الاجتماعية المهمة، ألم نحس مطلقاً بحجم الفجوة التي أوجدناها بين المواطنين من هذه الفئة. كثير من المسؤولين لدينا يمارسون التهميش والإقصاء للموظفين المتقاعدين، ولم يكلفوا أنفسهم بشهادة تكريم وهدية رمزية في حفل يرفعوا به من معنوياتهم خصوصا صغار المتقاعدين الذين سيغادرون مواقعهم بنكران وإجحاف بحقهم وهم من أفنوا زهرة حياتهم في خدمة وطنهم الغالي .. التكريم سمة حميدة لهؤلاء المتقاعدين الكرام، فاحرصوا على تطبيقها؛ لأن الدور قادم عليكم.... وسلامتكم.