15 سبتمبر 2025
تسجيلاللهم أعد علينا شهرك الكريم بذنب مغفور وعمل متقبل مبرور وأعده علينا يا الله أعواما عديدة وأزمنة مديدة ونحن بأفضل حال لا فاقدين ولا مفقودين.. ربما ينشر مقالي هذا ونحن نتمم اليوم الثلاثين من شهر رمضان الفضيل أو ونحن نعيش أول أيام عيد الفطر المبارك وجميعنا يحتفل مع أهله وربعه ويتبادل التهاني والتبريكات معهم وصغارنا يحصون (العيادي) التي بدأوا في تحصيلها من آبائهم وإخوانهم وجيرانهم وفي كلا الحالتين كان لابد أن يكون لهذا الدعاء حصة البداية لأننا عشنا هذا الشهر الكريم ولم نشبع وصمناه ولم نظمأ وأفطرنا في مغربه وكأننا نطوي يوما وراء يوم منه ونحن في حزن لفراقه لأنه شهر من أجمل شهور السنة ومن أفضل الشهور التي يعيشها المسلم ولكنه سرعان ما يودعنا دون حول لنا ولا قوة واليوم قد يكون اليوم المتمم والأخير منه لهذا العام أو الأول من عيد الفطر المبارك الذي سنه الله لنا ليكون هدية للصائمين وسعادة لهم وألحقه بأجر صوم ست من شوال فكأنما صام المؤمن الدهر كله وغفر الله له كل ما تقدم من ذنبه فأي هدايا إلهية لنا من الله لنا عقب هذا الشهر الكريم ؟!. وبعيدا عن كل هذه المقدمة الجميلة لوداع شهر صوم واستقبال عيد سعيد فإنني لا يمكن أن أتغاضى عن ألم عشناه في هذا الشهر ولا نزال من قصف قطاع غزة الفلسطيني في أيام مباركة من شهر رمضان والتعدي السافر على باحة المسجد الأقصى وداخله والعرب في صوم دائم عن ردود فعل تهز الأرض من تحت أقدام أعداء هذه الأمة ولا يمكنني أن أتغاضى عن صرخات المسلمين والمقاطع التي كانت تصلنا من أنحاء الهند وهم يستهدفون نكاية بدينهم الإسلامي أو المقاطع المؤسفة لمسلمي الإيغور الذين كانوا يحاربون من أجل عدم صيامهم في شهر رمضان أو تلك المشاهد الدامية التي انتشرت مؤخرا للمقابر الجماعية لأعداد كبيرة من رجال الشعب السوري وهم يعدمون بالرصاص بعد إلقائهم في حفر تضم جثثا كثيرة لضحايا مثلهم كانوا أحياء حتى قبيل رميهم في هذه المقابر الحية وإطلاق الرصاص على رؤوسهم وهم معصوبي الأعين فأي بشاعة في هذا النظام الجائر الإرهابي الذي جعل كل هذه الجرائم موثقة ومعلن عنها وأي وقاحة تلك في نشرها للعالم الذي يصرخ بإنسانيته الفارغة وهو يعلم أنه لا يستطيع سوى إطلاق ما يمكن استنكاره لدى العرب أو التأسف عليه عند الغرب فكيف مر هذا الشهر علينا كعرب ومسلمين يا ترى؟! لا شيء فقد انشغلنا بإعداد ولائمنا وموائدنا وإشباع تلك البطون التي لم يقرصها الجوع لتشعر بغيرها من الذين ينالون الفتات إفطارا لهم وإنما لتتفنن بأشهى أنواع المأكولات ولنتسابق أي (سماط) هو الأطول بيننا والملغم بكل ما لذ وطاب فهل حقق الصيام هدفه معنا ؟! أكاد أجزم أنه لا وربما أقسمت على ذلك فنحن حتى على مستوى الشعور بالجار هل أفطر أم نام وهو جائع وهل صام دون سحور قد فُقد منا فكيف لنا أن نشعر بقيمة الصيام إذا ما فقدنا الشعور بالجار الذي أوصى به رسولنا الكريم حتى ظن صحابته رضوان الله عليهم أنه سيورّثه؟! هل يمكننا أن نفكر باللاجئين السوريين كيف صاموا وبما أفطروا؟! أم علينا أن نثق بموائد اليمنيين في هذا الشهر ؟! أم علينا أن نطمئن لبطون أهل غزة إذا كانت قد شبعت طعاما وأمنت من خوف الغارات ؟! أخبرونا يا من كانت موائدهم عامرة ووسائدهم ناعمة إن كان قد حقق صومنا كل هذا أم أنه امتناع عن طعام وشراب لساعات معدودة يقضيها أغلبنا بالنوم ثم أكل حتى التخمة لا الشبع حتى ! وإنني والله لا أنأى بنفسي عنكم فلعلني كنت أكثركم سهوا وشعورا عن كل هؤلاء ولكن اعتبروني قد استيقظت فجأة من غفلتي وسوف أعود لها حتى العام المقبل بإذن الله !. [email protected] @ebtesam777