30 أكتوبر 2025
تسجيلفي إحدى الليالي الربيعية والتي لا تختلف كثيرا عن الصيفية في مناخنا القطري العجيب، أقول، في هذه الليلة اضطجع بوراشد على سريره وقد بلغ النعاس منه مبلغه، فما ان وضع جنبه الأيمن واخذ وضعية القرفصاء حتى ذهب في نوم عميق، وأثناء نومه رأى بوراشد حلما افزعه وارعبه وازعجه واقلقه، فاستفاق من نومه وهو يصرخ ويقول "بسنا فلوس بسنا فلوس، ثلاثه آلاف أربعة آلاف، بس بس "، فزعت ام راشد من صراخ بعلها فأقبلت عليه تهدئ من روعه وتقول له " بوراشد بوراشد اذكر الله اذكر الله مابه إلا الخير، سم بالرحمن فديتك"، انتبه بوراشد إلى نفسه وتناول "غرشة ماي (أي قنينة ماء)" وشربها وهو يقول " اعوذ بالله منك يا ابليس"، قام بوراشد من سريره وتوجه الى دورة المياه وتوضأ وصلى ركعتين اكثر فيهما من الدعاء والتضرع لله. رجع بوراشد إلى سريره فقالت له زوجته العزيزة " خير يا بوراشد شنهو ذا الحلم اللي خرعك وقومك من منامك"، رد بوراشد " جعله خير يا ام راشد، حلمت اني قاعد على يال البحر (تنطق أيضا جال وهو الشاطئ) وضايق من حالتي وركبتني الهموم وأقول حق نفسي، يا ترى شنهي الدبره (أي كيف اتدبر امري) المعاش يدوب يصلب نفسه معاي لآخر الشهر، ومصاريف البيت والعيال يا الله يا الله الحق عليها، وكلشي غلا وزاد الا ذا المعاش"، سكت بوراشد قليلا ثم قال " وأنا في ذا الحالة سمعت من البحر صوت كان حد يستنجد ويستغيث فقمت بسرعة صوب الصوت (أي بإتجاه الصوت)، لكني ما شفت شي وقعدت ادور لين وصلت حصاه كبيرة نصها على البر ونصها الثاني في البحر، والا الصوت جاي من تحتها، طبيت في البحر (أي قفزت) وغصت تحت الحصاة وقعدت ادور، ولا مابه الا صندوق حديد قديم صغيرملفوف عليه سلسلة محكومة بقفل كبير، المهم ما أطول عليج اخذت الصندوق وطلعت على السيف (أي الشاطئ)". تثاوبت ام راشد ثلاث مرات قبل ان تقول لبعلها العزيز بصوت يملأه الفضول والنعاس في آنٍ واحد " يمه وشفيه هلصندوق، يا ربك لقيت فلوس ومجوهرات وذهب، قولي بسرعة شحصلت فيه"، ضحك بوراشد وقال لزوجته الغالية " اصبري الله يهداج، وخليني اكمل للآخر"، ردت ام راشد "زين كمل يا شهرزاد، اعنبوه ما يسوى علينا هلحلم لو متابعه مسلسل مدبلج كان خلصت ورقدت"، تابع بوراشد سرد احداث حلمه فقال " المهم علشان ما أطول عليج، طلعت الصندوق على السيف وقعدت افرفر الصندوق واقولبه يسار ويمين علشان افتحه لكن مافيه فايده، وفجأة جاتني فكرة قلت ليش ما احك الصندوق مثل سالفة مصباح علاء الدين ممكن ينفتح الصندوق"، قاطعت ام راشد زوجها فقالت " يا ربك حكيت (أي حككته) الصندوق وانفتح" فرد بوراشد " الا حكيته وانتفض الصندوق في يدي وقام يطلع أصوات ودخان، فحذفته من يدي وقعدت اطالعه من بعيد، وشوي الا يطلع من الصندوق ذاك المارد اللي لابس فانيلة علاقي وسروال ابيض مخطط اسود وضحك ضحكة قوية وقال، أخيرا أخيرا ". تابع بوراشد حديثه فقال " المهم ان المارد شافني وشكرني اني فكيته من الاسر في الصندوق وقال لي انا بحقق لك امنية وحدة بس، استغربت من كلامه وقلت له، اللحين انا فكيتك من الاسر اللي كنت فيه داخل الصندوق وبتحقق لي امنية وحده بس انا توقعت انك بتعطيني على الأقل ثلاث امنيات نفس ما نقرأ في القصص، عسى ماشر شسالفة"، صمت بوراشد قليلا وكأنه يحاول استرجاع ما رأه في الحلم ثم قال " رد علي المارد برد عجيب" قالت ام راشد " شقالك ؟" قال بوراشد " سألني المارد قال لي، انا اعتقد انك مواطن صح؟، قلت له صحيح، بعدين قالي وشكلك متقاعد صح؟، قلت له صحيح، قال لي يبه عيل انتوا توكم ماخذين علاوة سكن في رواتبكم بتفلكم فل علشان جذيه مالك الا طلب واحد تبغي ولا أقلب ويهك"، قالت ام راشد " بل بل بل (أسلوب تعجب) حتى الينانوه (أي الجن) دروا عن هل الزيادة ما يسوى علينا، وشقلت له يا بوراشد " قال بوراشد " في هذه اللحظة تذكرة مقولة سعد اخو حسينوه وقعدت اصرخ بسنا فلوس بسنا فلوس ثلاثه آلاف أربعة آلالف، وعقب (أي وبعد ذلك) وقضتيني من النوم". وختاما أقول: هناك مثل خليجي يقول " حاسدين الفقير على موتة الجمعة" ولا تعليق.