01 نوفمبر 2025
تسجيلأقبل خير شهور السنة رمضان بشكل مختلف، خرجت في الايام الاولى من الشهر الفضيل، وشعرت بإحساس مختلف وغريب لم أجد أجواء ونورانية رمضان والإحساس الذي نجده في توجهنا للمسجد لصلاة التراويح، ولا إحساس الطمأنينة والسكينة في خروجك من منزلك في وقت متأخر للمسجد أو العودة من زيارة الأهل كما الاعوام السابقة، بالفعل افتقدت شهر رمضان كما كان واعتدنا على نوره وروحانيته وما يرافق ويتميز به الشهر من اجواء وحركة وتزاور. الظرف الذي يمر به العالم جعل رمضان هذا العام مختلفا، ورغم هذا الاحساس إلا إننا بالتأكيد لا نعبد رمضان وإنما نعبد رب رمضان ورب الشهور كافة، بالتأكيد من له طقوسه الروحانية في العبادة والاعتكاف في شهر رمضان وافتقدها هذا العام فإنه يؤجر، ويكتب له أجر نية قيامه. ويأتي للمسلمين من اعتاد زيارة بيته الحرام مكة لاداء مناسك العمرة وما لها من فضل وأجر عن سائر الشهور، لما للعمرة في رمضان كحجة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "عمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي". ونحن في قطر من مواطنين ومقيمين تتوق وتشتاق الروح والعين والقلب وكل حواسنا ووجودنا لزيارة بيته المحرم مكة المكرمة وزيارة المدينة المنورة والسلام على سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. فما الإحساس الذي يسكن أرواح من اعتادوا السفر لمكة في رمضان؟! سبحان الله، تدور احداث الكون بتدبير الخالق سبحانه وتعالى وتصرفه وحكمته ونحن بعقولنا كبشر نجهل الحكمة ونجهل الغيب ويسكن قلوبنا الخوف والروع ويزور أرواحنا الحزن، إلا إننا ندرك بحوادث الأيام والظروف التي تؤكد أن كل ما يكتبه الله لحكمة وخير، فنحن الآن نجهل ما وراء ما يقع في العالم. ولكن بحسن ظن بالله ويقين تام سندرك حكمة ذلك، وسوف تتراءى الحقائق وجميل ما في هذه المحنة لتكون منحة ربانية نجهلها الآن. آخر جرة قلم: نحن نعبد الله الكريم القريب المجيب الودود اللطيف، ونحمد الله نملك قرآنا كريما هدى ورحمة وشفاء، نحمله ونقرؤه ونتدبر آياته. ونملك أمنا وأمانا ووطنا يجعلنا بطمأنينة في منازلنا، بكل ما يسهل المعيشة والحياة والاهم عبادة الله. نعم نفتقد الصلاة في المساجد ونفتقد وجوه أخوات اعتدنا رؤيتها في شهر رمضان، نفتقد امورا كثيرة ولكننا على يقين بإذن هذه الغمة ستزول، ونكون بإذن في العشر الأواخر وصلاة العيد في صلاة تهجد وتكبير العيد ولقاء الأحبة. Tw:@salwaalmulla [email protected]