14 أكتوبر 2025
تسجيلكانت إحدى الجامعات الحكومية الأمريكية تقبل ١٥٠ طالباً فقط في كلية الطب. وبسبب كثرة عدد المتقدمين، وبعد تصفية ملفات آلاف المتقدمين، تختار ٨٠٠ طالب لتتم مقابلتهم وتقييمهم من قبل لجنة القبول بالكلية، ويتم اختيار أفضل ١٥٠ طالباً ممن تمت مقابلتهم. بعد سنوات طلبت منهم الحكومة رفع عدد المقبولين إلى ٢٠٠ طالب، ولكن هذا الطلب جاء بعد الانتهاء من المقابلات والقبول، فما كان من الكلية إلا أن تواصلت مع أفضل ٥٠ طالباً ممن لم يتم قبولهم، ولكن غالبيتهم اعتذروا بسبب قبولهم في جامعات أخرى، فتواصلت الكلية مع الخمسين الآخرين، وهكذا حتى تم إدخال ٥٠ طالباً جديداً، ولكن أغلبهم ممن كان أداؤهم ضعيفاً في المقابلة. توجست إدارة الكلية من ذلك، وساورهم الخوف من أن ينخفض أداء بقية الطلاب بسبب ضعف الطلاب المقبولين، فقاموا بمراقبة أداء الطلاب عن قرب. مرت السنة الأولى، ولم يكن هناك أي تغير ملحوظ، فقد كانت النتائج ضمن المعدلات الطبيعية، ومرت السنة الثانية والثالثة، وهكذا حتى تخرج هؤلاء الطلاب بمعدلات عالية، بالرغم من أن تقييمهم كان ضعيفاً خلال المقابلة. تفجرت الكثير من الأسئلة بعد هذه التجربة الواقعية: هل كان التقييم الذي يتم في المقابلات منصفاً؟ وهل تحتاج الكلية فعلاً لمقابلة الطلاب لتقييمهم أم أنها مجرد مضيعة للوقت بلا فائدة تذكر؟ وهل من الجدير أن نقيم الأداء المستقبلي لشخص من خلاله تاريخه؟ وهل نستطيع تقييمهم بإنصاف من مقابلة لدقائق معدودة؟ كثيراً ما نشعر بالثقة من قدرتنا على تقييم الأشخاص والمواقف، ولكن على العكس، فغالباً ما نفشل في الوصول للحكم الصحيح، فأحكامنا تبنى بحسب ميولنا وتحيزاتنا وانطباعاتنا الأولية. احذر من إطلاق الأحكام على الآخرين، وامنحهم فرصة لترى أداءهم على أرض الواقع. Twitter: khalid606