15 سبتمبر 2025

تسجيل

سمو الشيخة موزا.. شخصية ملهمة

01 مايو 2018

لقد كانت كلمتها في أكبر حدث ثقافي حضاري بالدولة، في افتتاح مكتبة قطر الوطنية يوم الاثنين 16 أبريل 2018 وبرعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وحضور عدد غفير من القيادات والرؤساء على مستوى العالم،لقد كانت كلمة سموها إثراء ثقافي فكريا رفيع المستوى، كان لها صدى يحمل الرؤيا المستقبلية للنضج العقلاني والإبداعي لشخصية قيادية لها أبعاد بعيدة المدى لنقلة علمية وعملية تتماشى مع الانفتاح التكنولوجي العالمي بصورة مصاحبة لكافة التحديات ابتداء من اهتمامها بالتعليم والبحث العلمي وأحدثت نقلة علمية في قطر في فترة وجيزة للغاية واستضافة أكبر الجامعات العالمية على أرضها ، حتى أصبح التعليم اليوم يطابق المعايير العالمية في كل مراحله ، حتى أصبحت قطر الدولة الأولى عربياً والرابعة عالمياً في جودة التعليم ، وقدرتها العلمية والثقافية على تغيير نقلة كبيرة في المسار العلمي والمرأة في آن واحد، وهذا لا يحدث إلا من خلال شخصية لها رؤية منبثقة من الإيمان الحقيقي بالعلم والقدرات البشرية، وإذا تم تأهيله وتدريبه بالطرق العلمية والإبداعية سيكون هناك أجيال حقيقية من المبدعين والعلماء في الأعوام القادمة، ومن يتابع سلسلة التغييرات التي أحدثتها في الدولة إلى ما تم الوصول له اليوم بافتتاح أكبر حدث في تاريخ قطر المكتبة الوطنية في ظل التحديات السياسية مع الحصار إلا أن قطار النهضة الثقافية والعلمية لم يتوقف ولكنه تضاعف في الانجازات رغم الحملات الشرسة إلا أنها تسير بسرعة العلم والعمل والإبداع وتجمع في كلمتها مابين الحضارات الإنسانية في القراءة والكتب والتدوين في إطار الحداثة العلمية عبر عصور من خلال مكتبة رقمية يستطيع الإنسان أن ينهل العلم والاطلاع منذ سلسلة العصور وليس فقط على الثقافة التكنولوجية الحالية ولكنها جمعت التاريخ من عصوره ولابد من الاطلاع واتساع الآفاق والمعرفة على الثقافة العربية عبر العصور حتى يكون الإنسان ملما إلماما حقيقيا بالتاريخ ، في حين اعتبرت المكتبة الوطنية خزانة لتاريخ التدوين ووسيطا لنقل المعرفة وأن تصبح مرجعية للتراث العربي والإسلامي وربما يعود ذلك إلى مدى ارتفاع مستوى الوعي لديها بمدى أهمية التركيز على مصدر المعلومة المعرفية من مصدرها الحقيقي مقارنة باعتماد الكثير من القراء والأجيال على مصادر سريعة من خلال النت وغيره ولايستند إلى مصداقتيها مما سيؤثر على مستوى العقول وثقافتهم الأعوام المقبلة في حين أن توافر المعلومة مع الصرح الثقافي للمكتبة الوطنية بطريقة رقمية وسريعة مناسبة لمستوى الاتصال والتواصل للمعلومة سيساهم في خلق أجيال حقيقية تثرى التراث الثقافي العربي والإسلامي في إطار عالمي يواكب التغييرات الرقمية ، وأما تركيزها من خلال كلمتها على إثراء ومكانة اللغة العربية وهي اللغة الأم للأمة العربية وذلك إيمانها الحقيقي أن الأمم والشعوب ومسيرة العلم لن ترتقي إلا من خلال الاعتزاز الحقيقي باللغة العربية مهد الإسلام والحضارات في أن تنهي كلمتها برؤية القيادة الرشيدة من الأب إلى الابن ربما يعود ذلك إلى الرؤية الثابتة التي تقودها الدولة وقياداتها في نهجها في كل قطاعاتها مع اختلاف التحديات وتسعى إلى تطويرها بما يتفق مع القيم الدينية والاجتماعية والتعليمية وربما شملتها كلماتها وعباراتها بكل عزة وشموخ والتي حملت الكثير منا مسؤولية أكبر وهى مسؤولية التسلح بالعلم والعمل والاستفادة والتقدير لكل الجهود التي تقوم بها الدولة وقياداتها من أجل النهوض بالفكر والعقل القطري والعربي وتسخير موارد الدولة في هذا الإطار التعليمي والثقافي من (أجل قطر تستحق الأفضل) .