14 سبتمبر 2025
تسجيل• بين حياة واقعية وأخرى افتراضية ، ضاع الكثير من الهويّات والملامح والشخصيات ، أحدهم يَدعي المثالية في عالم فرضته عليه التكنولوجيا السريعة التي لم تمنحه مساحة للتفكير ، بل انجرف بين ترسها وعجلاتها المتسارعة ، محاولاً الهرولة ليواكب الآخرين ، هو واكب الآخرين ولكنه نَسى نفسه في مكان ما !! • حياة افتراضية جعلت من الجميع نشطاء ، في حين أنهم غابوا عن حياة الواقع ، ووضعت للبعض ثمنا ، فالحديث معهم بثمن ، واللقاء بهم بثمن آخر ، في حين أن بعضهم نسوا عقولهم فارغة، لم يزودوها بالفكر والعلم، ولم يسلحوا أنفسهم بزاد الثقافة ، وعلى حين واقع سقطت أقنعتهم المزورة لنكتشف أنهم لا يستطيعون الحوار مع الآخر ولا يشبهون ولو لجزء تلك الشخصية (النشطة) في عالم افتراضي !! • العالم الافتراضي يسرق منا لحظاتنا الواقعية ، ويدعونا للانغماس فيه ، شتت الأسرة الواحدة ، وأبعد الأصدقاء ، فأصبحوا لا يلتقون إلا عبر (السوشيال ميديا)، يتبادلون الوجوه والورود والقلوب، وغيرها من الرموز ليعبروا من خلالها عن مشاعرهم المفقودة في عالم واقعي، أصبح أكثر جفافاً بسبب عدم الاتزان بين الواقع والإفتراض!! • يقال إنك تستطيع في عالمك الافتراضي وعبر جهازك المحمول، الذي يحملك إليه دوماً، أن تصنع بل تتصنع شخصية تحمل اسمك وملامحك، ولكنها بعيدة عن جوهرك الداخلي ، مغلفة بشكل آخر قد يكون هو ذلك الشكل الذي تمنيته يوماً ، وتتمناه دوماً ولم تستطع تطبيقه في واقع فشلت أنت في تشكيله، وفشل هو في إنصافك! • ألم تنجذب يوماً من خلال العوالم الافتراضية التي تتابعها لمائدة في قمة الأناقة والترف (مثلاً)؟ اعتقدت يوماً أن أصحابها في قمة السعادة ، بل وكنت تتمنى أن تكون أحد الأفراد على تلك الطاولة ، تناسيت أن صاحب ذلك العالم شخص أراد منك ومن غيرك أن تروا جانبا مضيئا واحدا، يشع سعادة وجمالا ، وحاول بكل ما يملك أن يخفي جوانب أكثر ألما في واقعه ، في العالم الافتراضي لا تنجذب أو تتعاطف مع كل شيء ، فكر بعقلك وتأن، فليس كل ما يلمع ذهباً!!