11 سبتمبر 2025
تسجيللابد أن نعترف قبل كل شيء أننا بشر نخطئ ونصيب ونعلم في قرارة أنفسنا أننا لن نبلغ المثالية المزعومة التي ندعيها بين حين وآخر وأننا لن نصل للكمال وأننا جميعاً نعاني من أمراض نفسية تختلف درجاتها وتأثيرها من شخص لآخر وعلينا أن نؤمن أن النفس أساس صفتها أنها أمارة بالسوء إلا من رحم ربي وفي ذات الوقت لا يمكن أن يحدث التغيير إلا من الداخل عندما تراجع ذاتك التي تحدثها كل يوم سواء كنت تشعر بذلك أو لا تشعر وأن العمل منهج يومي لابد أن تسير عليه لتكون عادة وجبلة وأن المنهج لا يرسم بالمثالية بل بالتطبيق والمجاهدة وأن الاعتراف بأخطائنا ومكامن الضعف فينا وسلوكياتنا السلبية هي بداية التغيير نحو منهج مستقر.أنا وأنت وكل البشر لا نختلف في فهم واقعنا ولكننا نكابر وندعي بين حين آخر المثالية وإلا لما كنا بشراً ولو كان الكمال موجوداً لما جاهدنا أنفسنا ولما عملنا كل يوم على أن نكون أفضل من اليوم الذي قبله.كما لابد أن نعلم اليوم أن الحب والتسامح والحنان والثقة والتفاؤل والإحسان والرحمة عناوين حياة لمن أراد الحياة الحقة، لذا كانت كل تلك الصفات مستودعها القلب الذي بنبضه تستمر حياتنا وبتوقفه تتوقف الحياة وأن الأنا هو آفة الحياة ويجعل الإنسان يعيش في محيطه الخاص لا يقبل ولا يندمج مع حياة الناس ليأتي يوم يجد نفسه وحيداً.ولابد أن نعي أن الصفات السلبية من الكره والحقد والحسد والغضب تكلف النفس الكثير وتستهلك العقل والجسد فظلمات القلوب لا ترى الحياة ونورها لأنها تعيش ظلاماً دامساً تعطل به العقل ومن يستعلي في الأرض فسيعلى عليه وهذا منهج ودين لابد أن نتعلمه فالحياة كلمة وعمل لا تنفصلان والحقيقة الأبدية أن الحياة قيم وقوانين ومسؤوليات هنا وهناك تتدرج مع كل عمر وفي كل جانب وأن مفتاح الطريق يملكه كل واحد منا ولكن هناك من يستخدمه وهناك من يتجاهله وهناك من لا يستخدمه وأيضاً هناك من لا يحسن استخدامه.ولعل أول تلك المفاتيح أن نتحرر من الخوف أياً ما كان فمن يعيش حياة الخوف لن يعيش أبداً ولا يمكن لإنسان يسير وفق منهج الحياة وقوانينها أن يعيش حالة الخوف ومن يعيش حالة الخوف عليه أن يعيد حساباته ويفتح دفاتر حياته ليعرف أسباب هذا الشعور، فيوسف عليه السلام لم يعش خائفا لأنه كان يسير وفق المنهج الصحيح للحياة وقوانينها الربانية فكان مطمئنا مع كل حادث لم يعتريه الخوف لأنه كان يتعامل مع الله وليس مع خلقه وهناك كمال العقل وسلامة المنهج لأنه كان يعلم في قرارة نفسه أن الله كله خير فعندما وضع في الجب اطمئن وعندما عاش العبودية اطمئن وعندما سجن اطمئن وعندما كيد له اطمئن.لذا لابد أن نعرف بأن تلك الطمأنينة نحن من نصنعها عندما نعرف منهج الحياة وقوانينها والخط الذي يفصل بين الخير والشر.