18 سبتمبر 2025

تسجيل

هل نحن بحاجة لمؤسسات خارجية لتنفيذ مشاريعنا التنموية؟!!

01 مايو 2013

بالرغم من كم الخطط التنموية التي وضعتها الدولة خلال السنوات الماضية والتي شكلت البوصلة المستقبلية التي تنشدها كدولة عصرية تحاول من خلالها أن تسبق الريح من أجل الوصول إلى أهدافها المنشودة وطموحاتها التي لا تقف عند حد معين، ورغم كل ما قامت به القيادة الحكيمة من تذليل للصعوبات ودعم لا محدود لضمان تنفيذ هذه الخطط الطموحة إلا أننا ما زلنا وللأسف نعاني من سوء تنفيذ هذه الخطط وندفع فاتورة باهظة الثمن لهذا التأخير والأداء المتردي وغير المتقن أبداً ولا يتماشى مع الرؤية الوطنية 2030. فبدءاً من مشروع المطار الذي ضرب الرقم القياسي في مرات تأجيل افتتاحه والانتهاء منه كمشروع جبار مروراً بمشاريع أشغال المتعثرة وأهمها الطرق التي تأخر إنجاز الكثير منها وأصبحت الهاجس اليومي لكل من يعيش في قطر، هذه الخطط التي لم تجد من يُتقنها جيداً ويُخلص في أداء مهامها حتى تخرج بالشكل المطلوب!! نعلم بأن هناك كفاءات يشار لها بالإخلاص والتفاني في العمل في هذا الإطار ولكنها لا تتناسب مع حجم هذه المشاريع الضخمة التي تحتاج إلى عقول تؤمن بأهمية الوقت وإتقان العمل بشكل احترافي، لذلك رأينا مدى التغيير الذي شهدته المؤسسات المعنية بإنجاز هذه المشاريع وعلى رأسها هيئة الأشغال العامة!! ما تردد عن أن هناك تغييرات إدارية بالهيئة العامة للأشغال لتطوير أدائها في الوقت الذي تشهد فيه الهيئة توسعة مشاريع وإدارات لإنجاز المشاريع الضخمة مستقبلاً!! يحسّسني ذلك وكأن هنالك معجزة ستحققها الهيئة على مستوى المشاريع المستقبلية بينما لا زالت حالة الاختناقات مستمرة ويبدو أنها ستطول طالما بقيت على هذه العقلية التي لا تؤمٍّن البدائل لمواجهة أي طارئ!! فعندما لا يتم وضع طرق بديلة للطرق المزدحمة وتوقع ما يحدث فهذا دليل بأن هذه الهيئة ليس لديها نظرة استشرافية للمستقبل وأكبر دليل على ذلك طريق 22 فبراير الذي عانى منه الكثير وكأن هذه المشكلة بحاجة إلى مفعول سحري أو معجزة!! والغريب أن هيئة الأشغال عندما تتعثر أو يحدث خلل ما في مشاريعها نجدهم اليوم الثاني يُصرّحون بأن هناك تغييرات إدارية تقتضيها المرحلة الراهنة التي يمرون بها وخلف هذه التغييرات استقالات لكفاءات لم تستطع أن تواصل أداء مهامها في ظل التخبط الإداري والعملي الذي تعيشه الهيئة!! فاصلة أخيرة نمتلك جميع المقومات والموارد التي تتمنى كل دولة أن تمتلكها، ومع هذا نشهد اخفاقات في العمل على تنفيذ العديد من المشاريع الطموحة والأساسية، ولا عذر لمؤسساتنا في عدم تنفيذ بالشكل المطلوب إلا إن كانوا يريدون من الدولة أن تستورد مؤسسات خارجية بكاملها لتقوم بمهامهم!!