15 سبتمبر 2025

تسجيل

جائزة الدولة لأدب الطفل

01 مايو 2013

تم امس الاحتفال بتوزيع جوائز جائزة الدولة لأدب الطفل على الفائزين بها وهم كل من الكاتبة الكويتية أميمة عبدالعزيز العيسى من دولة الكويت وهشام حسين محمود من مصر، مناصفة، في مجال رسوم كتب الأطفال: أميمة العيسى عن عملها «سليمان عليه السلام والنملة الذكية" وهشام محمود عن عمله الموسوم بـ «العصفور وجناحه المكسور» من تأليف سحر الصادق، فيما فاز في مجال الشعر العمل «حلم طفولي» من تأليف الشاعر عبيد عباس من مصر. أما في مجال النص المسرحي، ففاز العمل «هي أشياء صغيرة» بجائزة الدولة لأدب الطفل، وهو من تأليف هيمي المفتي من الجمهورية العربية السورية، وفاز في مجال الألعاب الإلكترونية العمل «لعبة المشكاة» برمجة مهند أبوندا من دولة فلسطين، والمقيم بدولة قطر. ولاشك ان ذلك الاحتفال المميز كما قال سعادة الوزير فإن جائزة الدولة لأدب الطفل، تغطي كافة المجالات الأدبية، وإنها ليست مقتصرة على الطفل القطري، بل تستهدف الطفل العربي بصفة عامة، وإن هذا البعد يعطيها قيمة أكبر وفائدة أعم، فضلا عن تشجيع الكتاب العرب على إنتاج المزيد من الأعمال الأدبية لتحبيب القراءة الى نفوس النشء وإثراء المكتبة العربية برصيد إبداعي غني.. نعم هي كذلك والجميل فيها انها ليست اقليمية او مقتصرة على الابداع القطري وانما العربي حتى يكون هناك تلاقح بين الافكار ما بين المحلي والعربي، وهذه رؤية عميقة دون ادنى شك في ذلك، وكنت الاسبوع الماضي مدعوا الى مؤتمر الكتاب اليافعين لمنطقة اسيا الوسطى وشمال افريقيا الذي اقيم لاول مرة في امارة الشارقة وشاركت فيه شخصيات لها علاقة كبيرة بصناعة الابداع للطفل في العالم والوطن العربي تحديدا وكانت المناقشات مفيدة لدراسة المعوقات التي تقف حائلا امام الابداع للطفل، فالبعض يرى ان الكتاب عليه ان ينزل الى مستوى الطفل وهذا مفهوم خاطئ عند البعض مع الاسف، فعلى الكتاب ان يرتفع الى مستوى فكر الطفل اليوم فقد التقيت بعدد من الاطفال في المدارس المحلية التي ازورها لتقديم محاضرات وندوات وورش عمل لكيفية الابداع عن الطفل مستنبطا من التراث الشعبي الكثير من العبر عبر الحكاية الشعبية التي شكلت رؤى وافكارا كانت الجدة والأم ترغب في ايصالها لطفلها، وكوني عملت في هذا المجال فلم يكن الامر صعبا ان اتحدث عن هذا الجانب، ولكن الغريب هو انني اكتشف رؤى وافكارا عندهم تختلف عما كنا نحن فيه من فكر ورؤى، ولعل حصري على الاستفادة منهم عبر التحاور وطرح الاسئلة التي تكون غريبة وتعبر عن فكر ورأي ليس طفوليا بل فكر عميق، ولعل من يستمع الى برنامج "كيف اصبحت" على اذاعة القرآن الكريم ضمن فقرة اسمع وصاتي التي يعدها الزميل يوسف احمد ويقدمها مع الفنان احمد المفتاح وعدد من الاطفال يعرف كيف يتجاوب الطفل مع اسئلة المذيع القدير عبدالرحمن الحرمي وعقيل الجناحي، وفي الواقع ان الكبار عندما التقي معهم في برنامج وطني الحبيب صباح الخير ضمن فقرة رادار وطني الحبيب اجد الخجل الاجتماعي عند الكثير منهم يصل لدرجة الرفض حتى للتحدث للبرنامج، في حين ان الطفل يتحدث بطلاقة كبيرة، وقد نستشف من حديثه ان كانت هناك مشكلات داخل البيت فاذا ذكر الأب ولم يذكر الأم او العكس وهكذا فإنه لا يبالغ بمشاعره ويعبر عنها بهذه الروح هذا هو الطفل العربي الذي ينظر له البعض على انه "ياهل ما يفهم".. جائزة الدولة لأدب الطفل في قطر جائزة عربية بالدرجة الاولى يتسابق اليها فنانون ومبدعون وادباء من كافة الدول العربية، ممن لديهم احساس عميق بالمسؤولية التاريخية نحو بناء عالم افضل لأطفالنا، عالم يرتقي بهم الى مصاف التقدم والنهضة الفكرية. وتدخل الجائزة هذا العام دورتها الرابعة وتتضمن فعالياتها مجالات إبداعية متنوعة مثل رسوم كتب الاطفال والشعر والنص المسرحي والالعاب الالكترونية واخيرا مجال موسيقى اغاني الاطفال.. وهذه المحاور لاشك ان المكتبة العربية تفتقدها اليوم او هناك حالة نقص كبيرة عندنا واعتقد ان الجائزة تسد ذلك النقص الحادث، فشكرا لجميع القائمين عليها بوزارة الثقافة والفنون والتراث، والشكل الذي خرج به الحفل الذي تم امس بمسرح قطر الوطني هو امر ليس بغريب على الوزارة بقيادة سعادة الوزير الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وسعادة الاستاذ مبارك بن ناصر آل خليفة وكل قيادات الجائزة وخصوصا الاستاذة هنادي موسى زينل وكل الإخوة والأخوات بالمكتب.