20 سبتمبر 2025
تسجيللا غنى عن القبيلة كمصدر لكثير من القيم في مجتمعاتنا، فهي مكون اجتماعي رئيس، والجميع ينتمي الى قبيلة بشكل أو بآخر، لكن الخطورة في التأسيس لها كمحور في تشكيل الدوائر الانتخابية في مجتمع لم تُغرس فيه بذور مجتمع مدني مواز للدولة بعد، لا يأتي من طبيعة القبيلة وانما يأتي من طبيعة الدولة، هل وجودها - اي الدولة - غاية في حد ذاته أم كان وسيلة لتحقيق غايات اخرى؟ إذا كانت غاية في حد ذاتها فلا إشكال البتة، حيث الجميع شارك في نشوئها، أما اذا كانت وسيلة فذلك يعني أن عناصر خارجية عنها عملت على التأسيس لها، واعني هنا بالعناصر الخارجية الابعاد الميتافيزيقية كالدين أو الخلافة او العائلة المقدسة. طبيعة الدولة هو ما يجعل من القبيلة عاملاً ايجابياً او عاملاً سلبياً وظيفياً، لذلك من الاهمية اولاً العمل على دستورية الدولة ما أمكن، وتنشيط بذور المجتمع المدني لأهميته، فهيغل مثلاً يرى أن ما يحقق رغبات وحقوق المواطنين هو المجتمع المدني وليس الدولة، انزال الدولة الى حيز الواقع يجعل من القبيلة مكوناً ايجابياً محايداً، وكلما كانت الدولة بُعداً ميتافيزيقياً متعالياً اصبحت القبيلة أو الطائفة وغيرهما من المرجعيات الاولية ادوات تستغل، ووسيلة في يد الدولة المتعالية. فالبداية تكون من الدولة والدوائر الانتخابية يجب ان تحضر فيها الدولة كمعنى محايث قبل القبيلة كوجود محايث، ارجو لدولتنا كل التوفيق ولمجتمعنا المتحاب كل الحظ في نجاح تجربتنا الانتخابية الاولى، حفظ الله قطر وقيادتها وشعبها من كل مكروه. [email protected]