11 سبتمبر 2025
تسجيلمن المفترض أن اليوم هو يوم ( الكذب ) ! لا تستغربوا فاليوم يصادف الأول من إبريل، وهو التاريخ الذي اعتاد فيه العالم بأسره على تناقل أخبار مغلوطة وأحيانا مضللة، ليتم التعليق بعد انتشارها سلبا أو إيجابا أنها كانت كذبة إبريل فيتحسر من يتحسر ويضحك من يرى الأمر مضحكا !، ولكننا اليوم في ظروف مغايرة لما اعتاد عليه العالم في كل أول شهر إبريل من كل عام، فالكرة الأرضية من محيطها إلى محيطها ومن قطبها الشمالي إلى نظيره الجنوبي يعيش كارثة فيروس كورونا ( كوفيد 19 ) وهو وباء حصد حتى الآن عشرات العشرات من الأرواح وأصاب المئات من مئات الأشخاص كما تعافى منه الآلاف في العالم ككل، ولذا كان يجب على كل من يشعر بالمسؤولية تجاه ما يراه من خطورة هذا الوباء القاتل أن يستنكر أن تكون هناك كذبة في الأول من شهر إبريل لهذا العام، وعليه قامت شركة ( جوجل ) المعروفة بإلغاء هذه الكذبة على صفحتها خشية تناقل معلومات وإشاعات تتعلق بفيروس كورونا، ويكون لها التأثير السلبي على حياة من يصدق هذه المعلومات الكاذبة، وبالطبع حثت ( جوجل ) نظيراتها من الشركات الكبرى لأن تحذو حذوها وتمنع تداول (كذبة إبريل) على صفحاتها لهذا الغرض، الذي رأته جوجل أنه سيساعد بلا شك في خفض نسبة الشائعات المضللة حول هذا الفيروس والرغبة في استقاء المعلومات الصحيحة حوله من مصادرها الرسمية في كل بلد بالإضافة إلى ما تعلن عنه منظمة الصحة العالمية وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية، وقطع حبال كل من يحاول أن يعبث بصحة من حوله من خلال التندر بأي خبر كاذب أو معلومة مضللة تتعلق بهذا الوباء الذي يلقى حتى اليوم عشرات الآلاف من الناس الذين ينشرون أخبارا غير دقيقة عنه كالتوصل إلى لقاح ناجع له أو اكتشاف طرق عدوى جديدة به وحتى اكتشاف فيروسات أخرى منه !، وقد يلتزم بهذا التوجيه الكثيرون من الذين يمتلكون حس المسؤولية تجاه العبث بعقول ومشاعر من حولهم، خصوصا فيما يتعلق بهذا الفيروس الشرس الذي لم تستطع أي شركة أبحاث طبية في العالم حتى الآن في التوصل للقاح ناجح يمكن من خلاله أن يزف البشرى للعالم، لكن على الضفة الأخرى خرج كثيرون ومنهم أفراد حولنا بنشر أخبار تدور على أن الصين قد توصلت إلى دواء فعال يختصر أيام الشفاء من هذا الوباء إلى أربعة أيام فقط، واستطاعوا ببعض مقاطع الفيديو والتغريدات المزورة أن يقنعوا المحيطين بهم أن فرص التخلص من هذا الوباء باتت متاحة وقريبة بفضل الدواء الصيني، بل إنهم راهنوا على أن حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير كان يجب أن يتحدث عن هذا الاكتشاف الصيني المذهل، وأن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ستعلن عن تصريحها الرسمي باستخدامه وتعميمه على جميع المنظمات الصحية الأهلية، وكل هذا لم يحدث لأن كل ما جاء به هؤلاء هو من وحي الخيال العلمي الذي يتمتعون به، نظرا لما باتت تعانيه الصين من جديد اليوم في ارتفاع حالات الإصابات والوفيات بين أفرادها بعد أن بدأت في تنفس الصعداء شيئا فشيئا وإعلان نجاحها في محاصرة الفيروس على أرضها خصوصا في مدينة ووهان التي كانت منشأ هذا الفيروس !. لذا لا نريد لكذبة أن تدمر جهودا وأعني هنا في قطر، حيث يجد البعض ممراتهم السرية لنشر الإشاعات التي من شأنها أن تهز استقرار مجتمعنا الذي يقوم على الطيبة وحسن النوايا، وقد يؤدي ذلك إلى تصديق هذه الشائعات خصوصا في ظرف تفشي وباء كورونا ونشرها من خلال الواتساب، الذي يعد اليوم أسهل وأسرع طريقة لنشر مثل هذه الأكاذيب التي لا تخدم سوى مروجها لأغراض في نفسه غير معلومة، والحمد لله أن لدينا قوانين حازمة لردع مثل هؤلاء وعقوبات رادعة تمنع من تفشي مرض آخر لا يقل خطورة من كورونا، وهو محاولة زعزعة استقرار المجتمع باكاذيب وأخبار زائفة، فتبينوا يا هؤلاء قبل النشر وتذكروا أن الكذب هو كذب مهما تلون ومهما كان مزحا ضحكا كان أم مداعبة فالعاقبة واحدة والضحية واحدة وهناك من يصدق و.. ينشر !. @ebtesam777 [email protected]