09 أكتوبر 2025

تسجيل

الكورونا في عصر المعلومات

01 أبريل 2020

تغير العالم بعد اختراع الآلة البخارية في القرن الثامن عشر، وانتقلت البشرية من الزراعة إلى الصناعة، وهو ما يسمى بالثورة الصناعية الأولى. أما الثورة الثانية كانت في القرن التاسع عشر باختراع الكهرباء، الذي مهد الطريق للإنتاج بالجملة، وانتقل الناس من الأرياف إلى المدن. وفي القرن العشرين ظهرت الدوائر الإلكترونية وجهاز جديد اسمه "كمبيوتر"، وبدأت معه الثورة الثالثة التي غيرت حياة الناس أيضاً عن طريق الآلات الأوتوماتيكية Automation. وفي ٢٠١٦ ظهر مصطلح الثورة الصناعية الرابعة، وهو عصر المعلومات والانترنت والذكاء الاصطناعي، وهو الأمر الذي غيّر - ولا زال يغير- حياة الناس. في عصرنا هذا لم يعد الوصول للإنترنت رفاهية كما كان في العقود الماضية، بل أصبح حقاً من حقوق الإنسان والذي أقرته الأمم المتحدة في ٢٠١٦، وأصبحت الدول تتسابق لبناء أسرع شبكات الإنترنت، والشركات تتسابق لتقديم المنصات والأدوات التقنية لمختلف الاحتياجات والاهتمامات سواء للعمل أو الترفيه. عندما داهمتنا جائحة كورونا وأصبح لزاماً علينا البقاء في المنازل، استطاعت التكنولوجيا سد الفجوة واستكمال الحياة -عن بعد-، فاستمر الموظفون في وظائفهم والطلاب في مدارسهم، ولكن عن بُعد. بالرغم من توفر هذه الإمكانيات التقنية سابقاً، إلا أنني أكاد أجزم بأن الكثيرين سيمانعون الدراسة أو العمل عن بعد، ولكن لعل من فوائد كورونا أن العالم سيتقبل الكثير من الأمور التي كان يستصعبها ويرفضها سابقاً. ولو كانت هذه الجائحة وصلت قبل ٢٠ عاماً، لكانت ردة الفعل مختلفة، وربما لتوقفت الحياة تماماً بالتوقف عن الذهاب للعمل والمدارس. إن العمل أو التعليم عن بعد خلال هذه الفترة والتأقلم معه وتحسينه وتطويره سيغير الكثير من الأمور، وسنكتشف أن الكثير من المهام حتى الأفكار والمسَلّمات لم تكن عملية وحملناها معنا من الحقبات السابقة. Twitter: khalid606