14 أكتوبر 2025
تسجيلبالأمس القريب افتتح صاحب السمو أمير البلاد المفدى متحف قطر الوطني في تظاهرة رائعة جسدت أهمية ذلك الصرح ؛ وإن كان ليس افتتاحا جديدا ولكن إعادة افتتاح لمتحف أنشئ في فترة السبعينيات؛ متحف أريد أن يتم فيه حفظ ماض عتيد خشى عليه من الضياع سواء كان قصر الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني أو كل ما يمت للماضي من صلة من أدوات وأوان وتراث وصور تبرز قطر الماضي سواء كان في البر أو البحر والحاضر، وكان مزارا للسواح والزوار الذين يأتون إلى قطر. ولقد كانت لنا في ذلك المتحف ذكرى حيث عملت مع الدكتور درويش الفار مدير المتحف في فترة الصيف وقت دراستي الجامعية حيث كنت مرشدة لكبار الزوار لمدة شهرين عشت فيها في المتحف وحفظت كل محتوياته، وخاصة إنني من محبي التاريخ والتراث الشعبي، وللكثير من جيلنا وأطفال السبعينيات والثمانينات ذكريات جميلة معه. وجاءت الفكرة الرائدة من سمو الأمير الوالد حتى يتم تناسخ ودمج الماضي بالحاضر والمستقبل وإعادة بناء جديد للمتحف وتصميم جديد ونفذ من قبل القائمين على إدارة متاحف قطر وعلى رأسهم سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آلِ ثاني رئيس أمناء هيئة المتاحف بإعادة بناء وبرمجة متحف قطر الوطني، وكانت بحق فكرة قامت على أن يكون متحف قطر في تصميمه الجديد أن يكون نابعا من روح قطرية تراثية استمد من وردة الصحراء التي ذكر صاحب السمو أمير البلاد المفدى أنها تسمى في قطر ( قحوف ) أو ( القحوف ). إن المتحف كما قال صاحب السمو أمير البلاد المفدى ليس ( مخزنا لتخزين مقتنيات الماضي الفنية وعرضها ولكنه فرصة لتنوير العقول وتعريف الجمهور بماضينا وحاضرنا ومكاننا في العالم.) إذ أن متحف قطر يروي قصة شعب عاش ماضيا عتيدا سطر من خلاله ملاحم خالدة وهو فرصة لكل من يزور قطر أن يتعرف على ذلك الماضي والتراث والهوية القطرية والتاريخ وحاضرنا الثري بكل أنواع التطور. وكان الافتتاح منذ أيام الحدث المهم والبارز الذي تكلمت عنه العديد من وسائل الإعلام حيث إن هذا المتحف سيفتح نوافذ على مشاهدة قطر بماضيها وحاضرها، وليتعرف العالم على حضارة قطر وتراثها وتبرز كفاءات قطرية أعطيت الفرصة لتشارك في إنجاز هذا الصرح الكبير الذى أبهر العالم بالتصميم وبما احتوى عليه من مقتنيات وتراث وخاصة القصر القديم الذي يصور لنا الحياة في ماضي قطر، حيث رجالها الذين دفعوا الكثير من أجل لقمة العيش مع أصالة الشعب واحتفاظه بكل مبادئ الدين والأخلاق والعادات والتقاليد العريقة. وهذه دعوة لكل أسرة أن تزور المتحف ويتعرف أفرادها على ماضي وحاضر قطر فهو التراث والهوية الثقافية لها. [email protected]