13 سبتمبر 2025
تسجيلأصــــدق مــــا فــــي إبـــــريــــل ! ليست كذبة إبريل وأقسم على ذلك ! ولكن القمة العربية التي عقدت تمائمها بالأمس في العاصمة التونسية الجميلة تونس انتهت قبل أن تبدأ مراسمها بعد أن تم تسريب البيان الختامي لها بعد اللقاء الوزاري الذي عادة ما يرفعه وزراء الخارجية للتصديق عليه في القمة التي يحضرها ملوك ورؤساء الدول العربية ويتلوه الأمين العام لما تسمى بالجامعة العربية للدول المتحدثة بلغة الضاد العريقة ويذهب بعدها الجميع لالتقاط صورة تذكارية تدل على القلوب المشتتة والأجساد المجتمعة ! في القمة العربية والتي غاب عنها عدد من الرؤساء العرب وحضرها ممثلون عنهم كما جرت العادة دائماً في قممنا التي باتت تعتمد على الشكل فقط كان البيان الختامي يتسلل إلى القنوات لا سيما قناة الجزيرة التي تباهت بأنها الجهة الحصرية لهذا البيان والذي كان هو الآخر متخماً بعبارات الاستهجان والاستنكار والإدانة بأشد العبارات لكل من سولت له نفسه بالتعدي على الحقوق العربية وآخرها وأولها القدس الشريف وأقصانا المبارك ثم تأتي بعده الاعترافات الأمريكية المخلة بإسرائيلية أراضينا العربية الفلسطينية والجولان رغم أنها معترف بها دولياً وفي تخوم الأمم المتحدة ومجلس الأمن على أنها أراض عربية محتلة تقع تحت السيطرة الإسرائيلية ولكن من عليه أن يقول للولايات المتحدة إن هذا يعد تعديا على كل العلاقات العربية الأمريكية وأن كل هذه الاعترافات يمكن أن تصيب هذه العلاقات بالتوتر وربما بالقطيعة ؟! من عليه أن يقنع ترامب بأن اعترافاته هذه تعطي زخماً وإرهاباً للقوة العسكرية الإسرائيلية وأن الإرهاب الذي يدعي أنه يحاربه ويحارب من يموله ويدعمه هو نفسه الداعم له بدعمه للسلاح الإسرائيلي الذي يبطش بروح كل فلسطيني وفلسطينية يعانيان من هذا الإرهاب ؟! من عليه أن يقنع الرئيس الأمريكي أن حل الدولتين هو آخر ما يجب أن يسعى له بعد أن فقدنا فكرة دحر إسرائيل من أرضنا العربية والفضل في هذا يعود لحكوماتنا العربية التي زرعت في دواخلنا أن إسرائيل هي دولة وحقيقة كائنة في عمق أرضنا وأن لها عاصمة مشتركة من القدس وأراضي ممتدة في فلسطين بأسرها ؟! هل حملت عبارات الإدانة عبارات أشد تشبه إلى حد بعيد التهديد بأن العلاقات العربية الأمريكية على المحك إذا ما استمر ترامب في هوايته الغريبة والسافرة بالاعترافات الن=تي نعدها عربياً هشة وتعتبرها إسرائيل ورقة اعتراف رسمية وقوية للاستعلاء أكثر ومد نفوذها بشكل أعمق وأشد ؟! لماذا لم يكن البيان الختامي بالصورة التي تجعلنا فخورين به عربياً ونحن الذين نعاني من ظلم حقوقنا العربية المستمرة منذ ما يقارب من قرن من الزمان وهي المدة التي ابتُلينا به بوعد بلفور والذي جاء باليهود إلينا وبنى لهم وطناً هو في الأساس وطن لنا وحق لنا وعلى أرضنا ؟! ثم هل ستهتم به واشنطن ؟! هل سيراجع ترامب نفسه ويندم مثلاً ؟! هل سيمنع نتنياهو من التفاخر شبه اليومي بالعلاقات السرية بين كيانه المحتل وحكومات عربية وخليجية ؟! في واشنطن وتل أبيب يعلمون هناك بأن القمم العربية ما هي إلا صورة دورية سنوية يحضر فيها من يحضر ثم يتمخض الجبل فيلد فأراً وكان الله بسر المجتمعين العرب عليماً ! ويعلمون بأن كل ما يتمخض به هذا الجبل لا يمكن أن يهز الاعترافات الأمريكية المتواصلة ولا السياسات الإسرائيلية المتتالية كما أن هذا البيان قد فقد مصداقيته منذ أن تخلى عن باقي القضايا العربية التي كان يمكن الإشارة لها مثل قضية ( حصار قطر ) وأن هناك دولا أربع من المجتمعين تحت سقف واحد في القمة العربية مع قطر هم من افتعلوا أزمة ضد الدوحة وفرضوا عليها حصاراً جائراً وكان رؤوسها على وشك غزو البلاد وتجويع العباد وقلب نظام الحكم فيها لولا رحمة الله التي ردت كيد هؤلاء لنحورهم المتآمرة وأن هذا الحصار الممتد إلى ما يقارب السنتين هو حصار لا أساس له وأن من يدعون محاربة الإرهاب واتهام قطر بتمويله ودعمه هم في الحقيقة ما تتكشف الأيام والاعترافات الغربية والقوائم الأوروبية تثبت بأنهم كانوا ولا يزالون يدعمون صور الإرهاب المتنوعة ويتلاعبون بسجلات حقوق الإنسان في سجونهم ومعتقلاتهم وشعوبهم المغلوبة على أمرها !. أخبرتكم ليست كذبة إبريل ولكن ما قيل أعلاه أصدق ما في إبريل!. ◄ فاصلة أخيرة: « وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم « أعيدوا بوصلتكم يا عرب.. نحن لسنا أعداء بعض!. [email protected]