15 أكتوبر 2025
تسجيلللمعلم دور كبير في بناء الحضارات، فأعظم هبة يمكن أن تقدَّم للمجتمع هي التعليم، والمعلم هو العامل الأساسي في نجاح العملية التربوية والتعليمية... كما انه من أهم عناصر التعليم، لأن عناصر التعليم تفقد أهميتها إذا لم يتوافر المعلم الصالح الذي ينفث فيها من روحه فتصبح ذاتَ أثر وقيمة، ويؤكد متخصصون بان عملية زرع الثقة في الطلاب هو المعلم فهو أساس نجاح الحياة التعليمية والحياتية، وهو مؤشر مهم في محصلة بناء أمة المستقبل.اذا صح ما جاء على لسان مدير إدارة الموارد البشرية بالمجلس الأعلى للتعليم عن تعيين خريجي كلية التربية القطريين بالمدارس المستقلة فورًا بغض النظر عن وجود شواغر وظيفية بالمدارس. فانه فعلا اجراء متطور وسليم لتصحيح مسيرة التعليم بعد الانتكاسة التي اصابت المعلمين والمعلمات جراء التهميش لدور المعلم القطري وتطفيشه من المهنة، وجلب موظفين اقصد مدرسين غير محليين على مستوى لا يرقى بالمهام المنوطة بهم لحفظ اجيالنا من التغريب في مدارسهميقال ان هذا التوجه جاء بعد نجاح برنامج حملة الشهادة الثانوية الذي أطلق عبر الشراكة بين مجلس التعليم وجامعة قطر في استقطاب 282 معلمًا ومعلمة من القطريين وفق ما قاله المسئول التعليمي مؤكدا انه سيتم توفير وظائف لهم بناء على عقود موقعة بين هيئة التعليم العالي والمدارس المستقلة فور تأهيلهم.يبدو ان المعاملات الاجرائية لتعزيز موقع المعلم في العملية التعليمية جارية على قدم وساق وفق قناعات مشتركة مع السلطات العليا التي ظهرت مؤخرا بترقية 330 معلمًا ومعلمة استثنائيًا كدفعة أولى، وهو ما اكده المسئول التعليمي ايضا.. واضاف انه جارٍ العمل على الدفعة الثانية حاليًا، مبررا ذلك بان هيئة التعليم بشكل عام بدأت باستيعاب المعلمين القطريين من خريجي كلية التربية بجامعة قطر، ووفرت لهم تعيينًا فوريًا بالمدارس المستقلة بغض النظر عن وجود شواغر من عدمه.اذا كانت رواتب معلمي المدارس المستقلة تمثل أعلى رواتب حكومية في الدولة وهذا صحيح خاصة في وقتنا الحالي، لكن المستغرب ان العزوف عن مهنة التعليم لدينا لا زالت تشوبها الغموض، ولا نختلف على هذا العزوف الواضح عن هذه المهنة التي كرمها الله والمجتمع وجعلوا للمدرسين مكانة الانبياء نظرا للمسئولية العظمى التي يتحملونها تجاه الاجيال والمجتمع وايضا لاهدافها السامية التي تقوم عليها العملية التعليمية والتي بالطبع تحتاج جهدا مضاعفا واخلاصا استثنائيا.معلومات السيد المسئول عن التعليم جانبها سوء فهم بقوله( ان أي خريج قطري حاصل على شهادة جامعية من كلية التربية إذا أراد العمل بالتعليم فإننا مستعدون لتوفير وظيفة له في المدارس فورًا) هذا التصريح ليست له علاقة بطبيعة العمل بمنهجية التعليم وليس حافزا لانخراط القطريين على وجه التحديد في سلك التعليم / فالمعلم معلم وليس موظفا.في مطلع السبعينيات كانت هناك جهة يطلق عليها دار المعلمين اغلقت عام 1977م، ومع اعلان تأسيس جامعة قطر انبثق من رحمها كلية التربية فكان للتعليم أنذاك قدسيته فخريج دار المعلمين معلم بالتأهل وخريج كلية التربية معلم بالتأسيس الاكاديمي، والمصلحة تقتضي بشكل رسمي عدم قبول اي من خريجي هاتين الجهتين للتوظيف في اي مهنة متعارضة مع مهنة التدريس. والاولية لهم في التدريس. وسلامتكم