31 أكتوبر 2025

تسجيل

الحياة الطافية والوجود العميق

01 مارس 2023

العيش في مستوى الوجود يختلف عن العيش في مستوى الحياة، الخوف، الفزع من المرض او الموت يأتي على من يعيش في مستوى الحياة وليس على من يعيش في مستوى الوجود حيث الموت ضمن بنية الوجود فمن يعيش في مستوى الوجود لا يخاف من الموت او من المرض لانها مستويات افقية على سطح الوجود الذي يعيشه او بالأحرى يتضمنها الوجود بين طياته، ولا يهتم بالمظاهر اياً كانت لأنها زائلة ومتغيرة، بينما الوجود ثابت يحمل الجوهر لا المظهر، لذلك تجد من يعيش في مستوى الحياة يخاف من التقدم في السن والكبر وما يحمله من امراض وعجز ونقصان، بينما من يعيش في مستوى بنية الوجود يرى في هذه المظاهر امرا طبيعيا لاكتمال وجوده، فلا يخاف من التقدم في السن بل ربما يحتفي به، العيش على مستوى الوجود حالة انسجام مع جميع الموجودات من طبيعة ومخلوقات، بينما الحياة حالة مؤقتة، تتقلب باستمرار، يعيشها الانسان بانفعالاته وما يطرأ عليه من تقلب في النفسية والمزاج، يلهث وراء المؤقت وكل أمورها مؤقتة، يركض وراء الزائل وكل اوضاعها زائلة، عوّد نفسك ان تعيش مع الوجود، مع الصباح، مع الطبيعة، مع الليل وأسراره، مع الرحيل وغموضه، تستطيع ان تعيش في غرفة ضيقة مظلمة. لو امتلكت وجودك، وقد لا تستطيع ان تعيش او تشعر بالاطمئنان وانت تعيش في قصر اذا فقدت الشعور بوجودك ضمن بنية الوجود العام ومراتبه قضى مانديلا ٢٧ عاماً في زنزانة ضيقة لو كان يعيش «في» مستوى الحياة لكان قد انتهى لكنه كان يعيش «في» مستوى الوجود، وقوته في داخله وتنقل في مراتبه حتى وصل الى اعلاها فلم يعد يشعر بالألم ولا بعذابات الجسد،فخرج قوياً وحكم وكأن تلك السنوات المظلمة لم تأخذ من وجوده شيئًا، اذا انتقلت الى مستوى الايمان في الحياة اقتربت من مستوى الوجود، لأنه في النهاية ايمان اياً كان شكله طالما انك تعتقد ان الحياة ليست سوى مستوى من مستويات الوجود وليست كل الوجود.