14 سبتمبر 2025

تسجيل

هـه !

01 مارس 2022

يقولون عن الحرب الروسية الأوكرانية إنها بداية حرب عالمية ثالثة ويخشى العالم أن تتوسع إلى أكثر من بلد نظرا للتحالفات التي بدأت تظهر على السطح فبينما تقف أوروبا مجتمعة مع أوكرانيا الطرف الذي تراه معتدى عليه والطرف المظلوم في هذه الحرب، فإن دولا أخرى لا تمانع في إعلان تأييدها للجانب الروسي مثل بيلاروسيا والصين والهند وسوريا وغيرهم من الذين يرون اجتياح القوات الروسية أرض أوكرانيا مبررا وله أسبابه الواضحة والمقنعة للمجتمع الدولي، وبهذا يتنبأ العالم بأن الحرب العالمية الثالثة على وشك أن تتفجر إذا ما تطور الأمر على الأرض خصوصا مع تقدم قوات روسيا نحو العاصمة كييف وقرب إعلان وصايتها ولنقل احتلالها لأوكرانيا رسميا ولكن على الجانب الآخر من دول العالم الثالث وأعني المنطقة العربية فنحن نرى أن لدينا من الظواهر ما يمكن أن يُفسر قيام الحرب العالمية الثالثة منذ زمن لدينا ولكن لم يعترف أحد بها أو يراها من المنظار الذي نراه نحن ولكن دعوني أوضح لكم متى وقعت بالضبط الحرب العالمية الثالثة ولم يرد العالم الاعتراف بها !. بدأت الحرب العالمية الثالثة يوم جرى على أرض فلسطين مذابح بلدة الشيخ 1947 ومذبحة دير ياسين 1948 ومذبحة قرية أبو شوشة 1948 ومذبحة الطنطورة 1948 ومذبحة قبية 1953 ومذبحة قلقيلية 1956 ومذبحة كفر قاسم 1956 ومذبحة خان يونس 1956 ومذبحة المسجد الأقصى 1990 ومذبحة الحرم الإبراهيمي 1994 ومذبحة مخيم جنين 2002 مرورا حتى مذبحة صبرا وشاتيلا المروعة التي لا تزال صور جثث أطفال ونساء وشيوخ فلسطين ماثلة في الأذهان ومحفوظة بالتاريخ وتلتها مذابح لا تعد ولا تحصى من إجرام لقوات الكيان الإسرائيلي من حرق المسجد الأقصى إلى قصف غزة بالقنابل العنقودية والأسلحة المحرمة دوليا ولا تزال عرضة للانتقام الإسرائيلي رغم الحصار المفروض عليها منذ عام 2017 !. بدأت الحرب العالمية الثالثة يوم أن اندلعت ثورة غير مدروسة في سوريا فغضب الشعب رغبة في الدخول ضمن دائرة ثورات الربيع العربي فإذا الثورة تنقلب إلى فوضى قبل أن تتحول سريعا إلى حرب شوارع وحرب تدخلت دول خارجية فيها وتحولت هتافات الشعب يريد إسقاط النظام إلى هتافات الشعب يريد الأمان بعد أن سادت الفُرقة بين أبناء البيت الواحد فخرجت المليشيات والتحزبات ثم تدخلت أنظمة خارجية في تثبيت حكم بشار الأسد مثل روسيا نفسها وغيرها ممن توافقت مصالح دولهم مع بقاء النظام السوري في سدة الحكم والذي كان أول الجلادين القساة الذين حكموا بالنار والحديد فلم يتورع عن استخدام أسلحة فتاكة لتركيع شعبه الذي لم يرحم فيهم الرضيع والصغير والشاب والفتاة والشيخ والعجوز وكل ماهو حي على أرضه ولعلكم تستذكرون مشاهد الاختناقات بالسموم المحرمة دوليا التي ألقتها قوات النظام على مدن ومحافظات فأوقعت القتلى والمصابين في مشاهد أقل ما يقال عنها أنها بشعة وغير إنسانية فهل كانت هذه حربا للتسلية مثلا؟! بدأت الحرب الثالثة يوم سقطت العراق في احتلال ونهب لثرواته ويوم دخل اليمن في دوامة تشبه دوامة سوريا التي سارت مثلها مثل المغيبة في تهيؤات نجاح الربيع العربي ومثلها ليبيا التي لا تزال تشتعل هي الأخرى بين إقامة دولتين منفصلتين وبين البقاء مشتعلة حتى يشاء الله أو يرث الأرض ومن عليها وفي أزمات وحروب لبنان الشيء الكثير الذي لا يتسع المقام لسرده ولكن نحن من يجب أن نقول إن الحرب العالمية الثالثة كانت ولا تزال على أرضنا ولكنها تفتقر لمن يعترف بحجم قسوتها وبشاعتها وشناعتها لأن أطرافها من العرب الذين لم يعترفوا هم أساسا بأن هذه الدول إنما جرى فيها ما يتجاوز مفهوم الحرب بمراحل كبيرة، فهل علينا بعد كل هذا أن نعتبر حرب روسيا وأوكرانيا حربا عالمية ثالثة لمجرد أنها تقع بين أوروبا وروسيا وحلفائها ونحن الذين نفوقهم عددا ومآسي وأرواحا ومذابح وتاريخا لا يُطمس بمجرد قلب صفحات التاريخ ؟! هه !.