15 سبتمبر 2025

تسجيل

هــي (قطـر) وهـم لا شـيء !

01 مارس 2020

من المفارقة الغريبة والجميلة أيضا أنه في الوقت الذي مضى على حصار قطر الجائر جراء الأزمة المفتعلة ضدنا ( ألف يوم ) ندخل في عد تنازلي لـ ( ألف يوم ) آخر لانطلاق أكبر بطولة رياضية لكرة القدم؛ وأعني كأس العالم والتي ستقام في قطر بمشيئة الله عام 2022 !. وأن هذه البطولة الكبرى التي ستكون أول بطولة تقام في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في أول بلد خليجي عربي مسلم كانت من ضمن دواعي الغيرة المجنونة والحقد الأسود الذي دفع بدول الحصار لافتعال هذه الأزمة، ناهيكم عما سبق هذه الأزمة من أزمات كثيرة كانت الدوحة فيها حكيمة وترفعت عن كل هذه المحاولات من النيل من كرامتها وحقوقها وسيادتها حتى جاء تاريخ 5 يونيو 2017 وتكشفت الأقنعة، وبانت النوايا وكانت استضافة كأس العالم لكرة القدم من ضمن الأسباب التي دعت هذه الدول لمعاداة قطر ومحاولة عزلها، ولكن يأبى القدر ومشيئة الله سبحانه وتعالى إلا أن يجعل من الأيام الألف هذه نعمة على الدوحة بعد أن أرادوها أن تكون نقمة عليها وتثبت قطر أن لا عزلة إلا في النوايا السيئة التي تعتمر بها قلوب هذه الحكومات التي شهدت بمزيد من الأسف والحزن الإنجازات التي حققتها قطر على مدار فترة هذا الحصار الممتد وربما كان آخر ما يمكن أن يكون قد مثل صفعة قوية لها هي ما شهدته قطر والعالم بأسره من توقيع معاهدة سلام دائم بين جانب حركة طالبان الإسلامية التي ظلت ردحا من الزمان تحكم أفغانستان وبين الجانب الأمريكي الذي خسر حتى الأمس آلافا من أرواح جنوده الذين تمركزوا في هذا البلد المتناهي والفقير، لتكون الدوحة بلاد الأمن والأمان لإنهاء هذا الخلاف الذي بدا وكأنه لن ينتهي أبدا، وتكون أرضا للسلام بين المتخاصمين بعد أن تعرض هذا الصلح لإيقافات متكررة وتهديد دائم بألا يتحقق وسط ابتهاج من هذه الدول. في كل مرة كان الصلح يتعرقل بعدة مسببات سرعان ما كانت تنهار بعد سعي دؤوب وحريص من دولة قطر في إكمال عقد تمائمه بالصورة التي ترضي الطرفين وبشكل ينفي عنها بصورة كاملة تهمة ( الإرهاب ) التي ألصقتها بها دول الحصار وجعلتها ذريعة غير مبررة لفرض الحصار والعقوبات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تركت آثارها على قطر بالصورة التي جعلتنا نتقدم اليوم بينما تقهقرت هذه الدول إلى الخلف ويأتي الصلح بين طرفي أكبر حرب في التاريخ الحديث ( طالبان وأمريكا ) ليطلق رصاصة الرحمة للإمارات تحديدا التي قيل أنها رفضت بعد سقوط حكم طالبان في أفغانستان بأن تفتتح لها مكتبا في أبوظبي بطلب من الأمم المتحدة ليكون النواة التي يمكن أن تنطلق بعدها مفاوضات الصلح مع الجانب الأمريكي، لكنها رفضت واحتضنت الدوحة المكتب لتقام هذه المفاوضات وتصل إلى ما وصلت إليه بالأمس؛ وهو التوقيع التاريخي بين واشنطن وممثلي حركة طالبان في الدوحة،وتعض أبوظبي أصابع الندم لا سيما وإن غريمتها التي تتفوق عليها دائما هي من كانت الساحة التي سعت ليكون هذا التوقيع الذي سلطت عليه أنظار العالم بأسره وعززت قطر من مكانتها العالمية والدولية والإقليمية وأصبحت بلدا لا يستهان به سياسيا كما هو حالها اقتصاديا وعسكريا رغم وقوعها منذ ألف يوم لحصار بات ( لا يهش ولا ينش ) أمام إصرار الدوحة على ترك بصمات لا تمحى لها رغم أنوف من أراد لها العزلة والخنوع والخضوع والكثير من المهانة وذهبت كل ادعاءاته لها بالإرهاب أدراج الرياح التي إن انتزعت شيئا فقد انتزعت منا الاستسلام لظروف أرادوا لها أن تكون قاهرة ولكننا قهرناها وباتت هي المقهورة المغبونة بفضل من الله !. الحمدلله الحمدلله الحمدلله ثلاثا.. فبلادي اليوم تعلو وغيرها يهوي وهي ترتفع وغيرها يسقط وهي تتقدم وغيرها يتراجع وهي تزدهر وغيرها يُعزل وهي قطر وهم لا شيء ! [email protected]