29 أكتوبر 2025

تسجيل

اتفاق الدوحة تاريخي ينهي الصراع الدموي بين الولايات المتحدة وطالبان

01 مارس 2020

رسالة دولية وإشادة بجهود قطر في حل النزاعات وإحلال السلام طريق إنهاء أطول حروب أمريكا يبدأ من قطر مفاوضات الدوحة تعكس قوة العلاقات القطرية الأمريكية والثقة المتبادلة قطر بدبلوماسيتها الصبورة قادرة على تحقيق اختراقات لأصعب النزاعات الاتفاق تتويج لجهود الدوحة وشهادة للدبلوماسية القطرية نجحت قطر في تعزيز مكانتها الدولية بتتويج جهودها في الوساطة باستضافة ناجحة لجولات الحوار بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان الأفغانية أفضت إلى توقيع الاتفاق بين الجانبين. الاتفاق يعرف قيمته جيدا كل من الشعب الأمريكي والشعب الأفغاني حيث يضع حدا لحرب دموية تكبد الجانبان فيها وطوال 18 عاما عشرات الآلاف من الأرواح فضلا عن الخسائر المادية الجسيمة، إلى الدرجة التي وضع فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان كأحد أبرز وعوده الانتخابية. فكانت رسالته التي رحب فيها بالاتفاق الذي اعتبره إنجازا، وقال إنه منذ 19 عامًا تقريبًا، ذهب أفراد من القوات المسلحة الأمريكية إلى أفغانستان لاستئصال الإرهابيين المسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر. في ذلك الوقت، حققنا تقدمًا كبيرًا في أفغانستان، ولكن بتكلفة كبيرة لأفراد قواتنا الشجعان، ودافعي الضرائب الأمريكيين وشعب أفغانستان. وقال إنه عندما تولى منصبه، وعد الشعب الأمريكي بإعادة القوات الأمريكية إلى الوطن، وأن يسعى إلى إنهاء هذه الحرب. نحن نحرز تقدما كبيرا في هذا الوعد. وأضاف الرئيس ترامب قائلا إنه بعد توقيع الاتفاق سوف يكون لدينا طريق قوي للأمام لإنهاء الحرب في أفغانستان وإعادة قواتنا إلى الوطن. وها هو الطريق لإنهاء أطول حروب الولايات المتحدة يبدأ من قطر لتنفيذ ما وعد به الرئيس الشعب الأمريكي. من هنا جاء حرص وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على الحضور وتقديم الشكر لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على استضافة الدوحة لمراسم توقيع اتفاق السلام بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان، وعلى احتضان دولة قطر لجولات المفاوضات بين الجانبين، وتسهيل الوصول إلى الاتفاق، مثمنا جهود الوساطة التي تبذلها دولة قطر من أجل حل النزاعات وإحلال السلام في المنطقة والعالم ومنوها بالعلاقات القطرية - الأمريكية حيث تعكس مفاوضات الدوحة قوة تلك العلاقات والثقة المتبادلة ومتانة الشراكة بين الجانبين . وساطة قطر انطلقت من التوجيهات الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، وواصلت الدولة جهودها الحثيثة ومساعيها الحميدة ووساطتها الجادة من أجل تحقيق السلام في أفغانستان والتقريب بين وجهات نظر الأطراف المعنية في الصراع للتوصل إلى حل سياسي يضمن تحقيق السلام والاستقرار والازدهار للشعب الأفغاني. وعلى الرغم من أن الاتفاق يمهد الطريق أمام الولايات المتحدة للانسحاب تدريجيا من أطول حروبها فإن كثيرين يتوقعون أن تكون المحادثات بين الأطراف الأفغانية أكثر تعقيدا بكثير. لكن قطر سبق ونجحت في استضافة مؤتمر الحوار الأفغاني - الأفغاني خلال السنة الماضية، تلك المبادرة وضعت اللبنات الأولى لحوار مجتمعي أوسع وأشمل بين الفرقاء في المعادلة الأفغانية. وها هي تتطلع إلى استكمال الحوار الأفغاني - الأفغاني ليتوج الاتفاق بالسلام الشامل والمستدام في المستقبل القريب في ربوع أفغانستان. ولن تألو قطر جهدًا في مواصلة مشاركتها الفاعلة مع كافة الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق السلام الشامل المستدام في أفغانستان. قطر بدبلوماسيتها الصبورة تضع خبراتها تحت تصرف الأطراف سواء الأفغان أو الأمريكان فالدوحة معروفة بتاريخها الناصع من الوساطات الناجحة باستضافتها للأطراف اللبنانية التي دخلت في نزاع حرم لبنان من الاستقرار وظل منصب الرئيس شاغرا حتى نجحت الوساطة القطرية في التقريب بين الفرقاء اللبنانيين ليتمكنوا من إبرام اتفاق أفضى لانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة الاستقرار إلى لبنان. حضور ممثلي 18 دولة و4 منظمات دولية حفل توقيع الاتفاق وحرص وزير الخارجية الأمريكي على الحضور رفقة العديد من وزراء الخارجية يؤكد الاعتراف الدولي بجهود قطر كشريك لإحلال السلام، وهو اعتراف للدبلوماسية القطرية. هي ذات الدبلوماسية القطرية الصبورة التي نجحت في نزع فتيل الحرب في إقليم دارفور السوداني باستضافة قادة الحركات المسلحة والمجتمع المدني وأصحاب المصلحة في إقليم دارفور الذين انخرطوا في حوار طويل لكنه أثمر اتفاق الدوحة للسلام في دارفور الذي كان إيذانا بوضع الحركات للسلاح والانخراط في بناء السلام والاستقرار وعودة النازحين إلى الإقليم. كما كانت للدوحة وساطات ناجحة بين الأطراف الليبية وبين جيبوتي وإرتريا، استنادا إلى نجاحات سابقة تميزت بها قطر وفشلت دول أخرى في مجاراتها في محاولة استضافة الأطراف الأفغانية، حتى إنها استندت إلى أماكن مقدسة لكنها لم تقدم على أرض الواقع أي خبرات لإنجاح الوساطات التي لا تكون مجرد قاعة وأماكن إقامة ولكنها القدرة على التحرك ومعالجة جذور المشكلات وصولا إلى حلول للأزمات. لقد كانت دولة قطر ولا تزال على يقين بأن حل أي نزاع لا يمكن أن يكون عسكريا وها هي تبرهن على ذلك عمليا، فبعد قرابة عقدين من العمليات العسكرية التي أنهكت الطرفين وأنفق الجيش الأمريكي فيها نحو 760 مليار دولار منذ عام 2001، وتكبدت القوات الأمريكية 3200 قتيل ونحو 20,500 جريح. وحسب بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، قتل أكثر من 32 ألف مدني أفغاني وأصيب أكثر من 60 ألفا بجروح منذ بدئها في تسجيل الخسائر في صفوف المدنيين الأفغان في عام 2009. بعد كل هذه الخسائر البشرية والمادية هاهي الولايات المتحدة تجلس في الدوحة أمام حركة طالبان ليضع الطرفان أسسا لاتفاق السلام واستبشر به الشعب الأمريكي واستبشر به الشعب الأفغاني الذي احتفل بالاتفاق ليتفرغ للبناء والاستقرار ولينعم الشعب الأفغاني والأجيال الجديدة بالسلام بعد أن حرم جيلان من السلام وشبوا على طبول الحرب والتفجيرات والقصف والقتل ها هم اليوم أمام هدية قطرية ونافذة للسلام تشرع لهم من قطر. قطر التي قاطعها بعض الجيران الأشقاء كسبت ثقة الأصدقاء والأشقاء الذين سخروا من الترويج لاتهامات باطلة ضد قطر، وحضر ممثلو الدول والمنظمات ورحبت الأمم المتحدة بجهود قطر في إحلال السلام مثلما رحبت في الماضي بجهودها في مكافحة الإرهاب ورفضت اتهامات دول الحصار. ** نجحت قطر بعد ألف يوم من الحصار في كسب ثقة المجتمع الدولي وعززت مكانتها في مقابل تزايد عزلة دول الحصار التي فشلت في إدارة أي ملف وسحبت من رصيد الخليج كواحة استقرار بافتعال الأزمة الخليجية، لكن ها هي قطر تثبت من جديد أن بإمكان دولة خليجية أن تصلح ما أفسدته بعض دول الخليج لعلها تكون رسالة تعود معها دول الحصار إلى رشدها وتدرك المسار الخاطئ الذي سلكته قبل ألف يوم. [email protected]