18 سبتمبر 2025

تسجيل

أرى.. أتكلم.. أعي

01 مارس 2015

في الأسبوع الماضي، كان حديث الجميع الحملة التي تم إطلاقها من قبل النيابة العامة لمكافحة الفساد تحت شعار "أسمع، أرى، أتكلم"، رغم الترحيب الكبير بفكرة الحملة، فإن هناك الكثير لم تتضح له الرؤية من الهدف الأساسي من إطلاق هذه الحملة، أو المستهدفين من الحملة، رغم أن الجميع كان مع دعمها ومساندتها، مبينين أن مواجهة الفساد مسؤولية مجتمعية، وأنه لا بد من تضافر الجهود لتحقيق أهداف هذه الحملة، وهنا معنى واضح لمفهوم الشراكة المجتمعية في كل جوانب الحياة وليس في بعضها.رغم ترحيبي شخصياً بهذه الحملة وأهدافها، وتأكيدي على ضرورة تعاون الجميع لمكافحة الفساد، مع أهمية تدشين حملات توعوية أخرى، وتنظيم محاضرات وورش في المدارس والمجمعات التجارية لبيان أضرار الفساد، وتشجيع المجتمع على مواجهته ومحاربته، فإنني مازلت أرى ازدواجية بين أهدافها وبين مهام هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، التي تهدف إلى تحقيق الرقابة والشفافية ونزاهة الوظيفة العامة، ومكافحة الفساد بكافة صوره وأشكاله، ومنع وقوع الجرائم التي تمس المال العام أو الوظيفة العامة، والعمل على ضبط ما يقع منها بعدة طرق، مثل البحث في الشكاوى التي يقدمها الأفراد عن مخالفة القوانين، أو الإهمال في أداء واجبات الوظيفة أو العمل، ومقترحاتهم فيما يتراءى لهم أو يلمسونه بقصد تحسين الخدمات وإنتظام سير العمل وسرعة إنجازه، وهنا كان لابد من التوضيح عن مهام كل جهة وحدودها حتى لا يتم الخلط في المهام بالنسبة للمتلقي بشكل يفقده المصداقية.بعيداً عن موضوع الحملة وقريباً من مفهوم الوعي، نحن بحاجة دائماً لإدراك كل ما يحيط بنا، نرى، نسمع، نشارك، وننتقد بشكل صحي؛ بهدف تطوير أنفسنا والمجتمع من حولنا، وقبل كل ذلك نحن بحاجة بشكل كبير للوعي الاجتماعي الذي يساهم في تطوير الذات وخلق الإنسان المبدع المتفهم، وبالتالي الواعي الذي يساهم في بناء المجتمع وتطوره، وهذا الوعي يبدأ من مراقبة الإنسان لنفسه، أي مراقبة أفكاره ومشاعره وسلوكه وملاحظة تلك الأفكار التي تشعره بالغبطة والحيوية والانفتاح والأفكار، التي تسلبه طاقته وتشعره بالضعف أو الألم والمعاناة والانغلاق على الذات، لهذا فنحن كما نرى الظواهر السلبية وننتقدها لنصلحها ونعيد تقويمها من جديد، لابد أن نعتاد بل ونتعلم مراقبة الظواهر الإيجابية وتعزيزها ونشرها أيضاً.صوت:لنر بعقولنا دوماً، ولنتكلم بأمانة، ولنعمل بإخلاص من أجل هذا الوطن... ودمتم بخير.