16 سبتمبر 2025

تسجيل

عادات دخيلة

01 مارس 2014

مع تزايد أعداد الوافدين إلى الدولة خلال السنوات القليلة الماضية من مختلف دول العالم تحولت دولتنا الحبيبة إلى ما يشبه القارة من حيث التنوع السكاني حيث لا تكاد جنسية من مختلف قارات العالم إلا وتواجدت إما للعمل أو الزيارة والسياحة وهذا التطور والتقارب الإنساني الذي تتطلبه احتياجات الدولة من حيث استقطاب العمالة والكفاءات الوظيفية من مختلف دول العالم هو مطلب مهم وليس فيه أي شيء يعكر صفو الأمن الذي يتمتع به بلدنا ولا يجد المواطنون حرجا من التأقلم مع هذه المتغيرات المتسارعة فأهل قطر يكرمون القادم إليهم كائنا من كان ومن عاداتهم وتقاليدهم الأصيلة الترحيب بمن حل عليهم ضيفا أو زائرا أو حتى بتعبير بعض الأخوات قادما عبر (الترانزيت) في دلالة واضحة على انفتاح المجتمع القطري الذي أصبح على مقدرة كبيرة في التعامل مع كل الثقافات المختلفة دون أن يأتي ذلك على عاداته وتقاليده الأصيلة. وقد انتقلت مع الوافدين الكثير من الطقوس والعادات الغريبة والعجيبة التي يحرص معتنقوها والمؤمنون بها على ممارساتها أينما وجدوا دون أن يعلموا أن ممارساتهم تلك قد تتعارض مع مبادئ وقيم المجتمع الذي يعيشون فيه ولذلك يجب على الجهات المعنية بمثل هذه الأمور العمل للوصول إلى هؤلاء الوافدين وتنبيههم بالطرق المثلى إلى أن بعض ممارساتهم لا يمكنهم ممارستها في مجتمعنا المحافظ لأن كل مجتمع له خصوصياته ولا يرضى بالتعدي عليها بأي طريقة كانت بل ويفرض القوانين التي تحمي تلك الخصوصية ويعاقب كل من يتجاوزها بعلم أو دون علم وهذا أمر معمول به في مختلف مجتمعات العالم حتى المجتمعات البدائية . لذلك لا يلومنا أحد حينما نرفض العادات والتقاليد المسيئة لمجتمعنا ومنها الاحتفال برأس السنة ومناسبات مختلفة أخرى لا أريد ذكرها وهي متنوعة يمارسها أبناء الجاليات فيما بينهم بأسماء مختلفة وحينما نطالب بعدم الاعتداء بهذه الممارسات على خصوصية وقيم المجتمع فإن اللوم الأكبر يقع على بعض شبابنا الذين أصبحوا يمارسون هذه الطقوس دون حتى أن يعرفوا ما تعنيه أو ما هي حقيقتها وكيف بدأت ونشأت ففي أحد الأيام سمعت إحدى الفتيات تذكر مناسبة يحتفل بها تعبيرا عن الحب المزعوم وحين سألتها عن سبب تسمية هذه المناسبة بالاسم تبين أنها لا تعرف أي شيء بل إن كل معلوماتها خاطئة وهذا يبين مدى التقليد الأعمى لكل ما تعنيه الكلمة فقد نقلد شيئا ونحن نعرف معناه لكن التقليد دون معرفة أي شيء عما نقلده فهذا شيء لا يعقل أن يقوم به إنسان طبيعي خاصة أن هذه الطقوس تعود في غالبيتها إلى معتقدات دينية خاطئة تتنافى مع ديننا الحنيف. ولذلك فالواجب على شبابنا من الجنسين عدم الانجرار والتقليد لكل جديد حتى يتعرفوا على ما يقلدونه فإن كان خيرا فلا بأس وإن كان غير ذلك تركوه وتجاوزوه بحثا عن الأفضل لهم ولمجتمعهم .