18 سبتمبر 2025
تسجيلآلمنا جميعاً حادث الانفجار الذي وقع الخميس الماضي في أحد المطاعم التابعة لمحطة بترول اوتو مارت خلف مجمع اللاندمارك ، وأفجعنا عدد الخسائر البشرية التي رحلت عنا من المقيمين الذين تأثرنا بوفاتهم أثناء تأديتهم لواجبهم اليومي ، رحمهم الله وكتبهم مع الصديقين والشهداء، عزاءنا لأهلهم وذويهم جميعاً ، والله أسأل أن يشفي جميع المصابين الذين مازالوا على الأسرة البيضاء فالمصاب واحد وقلوبنا تتألم عندما يصاب أحد الأشخاص المقيمين على أرض قطر الحبيبة بسوء، فنحن دائماً كالجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى . يوم الخميس الماضي لمست الكثير من الدروس وتأملت الحدث من جوانب مختلفة ، ما استوقفني حقاً نقطة في منتهى الإيجابية فأنا لن أتطرق في سطوري لدور الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية فهي مشكورة أدت واجبها على أكمل وجه ولن أتطرق لأنظمة الأمن والسلامة التي مازالت مفقودة في عدد من الجهات وأهمها محطات البترول المنتشرة في البلاد ، ولن أسهب في التحدث عن الدور الإيجابي لوسائل الاعلام في النقل المباشر لتفاصيل الحدث وإلقاء الضوء على ملابسات الحادث من كل الاتجاهات ، ولكني سأتطرق للدور الإيجابي الواعي جداً الذي لمسته من قبل المواطنين ، موقف يثلج الصدر ويعبر بل ويترجم مدى الوعي والإدراك لأهمية مكافحة الشائعات و تحري الدقة والصدق في الحصول على المعلومات من مصدرها الصحيح ، وعدم نشر الرسائل بشكل عشوائي إلا بعد التأكد من كافة التفاصيل ، فحادث حريق فيلاجيو السابق أعطى مستخدمي شبكات التواصل الإجتماعي دروساً عديدة في كيفية تناقل الأخبار والتأثير السلبي الذي قد ينجم عنه نشر الأخبار الخاطئة بل تحري أخذ المعلومة الصحيحة والدقيقة من مصدرها . إن انتشار الوعي بين أفراد المجتمع ورغبتهم الدائمة في التحقق من صحة الأخبار المنتشرة هو مصدر فخر حقيقي فنحن لم نعد نرى انتشارا للشائعات كما كان في السابق ، بل نرى جهودا لأفراد ومجموعات يقومون على مكافحتها وتوعية الجميع بذلك ، وساعد على زيادة هذا الوعي المجتمعي تواجد المصدر بقوة وأعني تفاعل الجهات الرسمية بشكل مستمر من خلال بث المعلومات وتدفقها للمستخدمين والجمهور مما أدى لقطع أحبال محاولة التخمين أو التأويل فمثل هذه الأحداث لا مجال للتأويلات فيها ، بل كنت ألاحظ أن الجميع كانوا في انتظار التصريحات الرسمية من المصدر المسؤول والجهات المعنية . وقبل أن أنهي حروفي أُطالب جميع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالتأكد من أي خبر يصلهم عبر الواتس أب أو الرسائل الخاصة، كان متعلقاً بأحداث أو أفراد أو معلومات قبل نشرها ، فالعاقل يعلم أنه ليس كل ما يسمع يقال وحفظنا الله من كل سوء .