12 سبتمبر 2025

تسجيل

قصة قصيرة...؟!

01 فبراير 2024

أخذ ركنا في قاعة الاستراحة … بعد أن أنهى الشق الأول من محاضرته. وكان غارقا في الأفكار وعلى وجهه علامات الحيرة وهو الدكتور الأكاديمي الذي جاء من بلاده حاملا حقيبته وعلمه وخبرته بهدف نقل معرفته لنخبة من القيادات القطرية من بعض المؤسسات والوزارات في الدولة. دنوت منه للتحية.. وكنت من بين الحاضرين، فرحب بي وطلب مني الجلوس معه، فرحبت بذلك بالطبع. فبادر بكلامه بشكري لتجاوبي الكبير معه أثناء المحاضرة.. ثم قال لي اصدقني القول.. هل شرحي واضح أم لا؟! وهل لهجتي واضحة للحضور أم ماذا؟! استغربت سؤاله حقيقة ولكن أكدت له أنه رائع جدا، بل معلوماته مفيدة كذلك ويعلم الله أني لم أكن مجاملاً له. فسألته لماذا هذه الأسئلة؟ فقال لا أحس أن هناك تجاوبا من القيادات الحاضرة حول ما أقول وأشرح في المحاضرة مما أوقعني في دائرة الشك والحيرة بل والقلق أيضاً. فأجبته بابتسامة وقناعة بأنه مخلص ورائع في طرح المسائل وإدارة المحاضرة ولكن السبب الحقيقي بأنك لم تدرس ثقافة المجتمع القطري ومزاج وشخصية الإنسان القطري … فالقطريون بصفة عامة هادئو الطبع وأصحاب خبرات وعلم لا يستهان بهما، ولكنهم لا يفضلون إبراز وتزكية أنفسهم ومن تحاضر فيهم قيادات وتحت إمرتهم جيش من الموظفين. فما عليك إلا أن تشير إلى أحدهم وتطلب منه فستعلم مدى استيعابهم ومستوى فكرهم.. سمع كلامي واستبشر خيرا وردت الحياة إلى وجهه وزال القلق وذهبت الحيرة. بدأ الشق الثاني من المحاضرة وأخذ بالنصيحة وكان له ما أراد وغادر محاضرته بارتياح وثقة.. من المهم حقيقة فهم مزاج وثقافة المجتمعات، ومن المهم اختيار القيادات بعد بحث وتمحيص وليس فقط من الجالسين في مقدمة الصفوف رافعين أيديهم حاجبين الدرر التي تقبع خلفهم … ! والمثل الإنجليزي يقول "ليس كل ما يلمع ذهباً". [email protected] X: @fakhrooj