19 سبتمبر 2025
تسجيل(سوف أبلغ الكونجرس بنفسي بضرورة تصنيف قطر دولة رئيسية حليفة من خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو")، بهذه العبارة المهمة خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد مباحثاته التي أجراها مع صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في البيت الأبيض بعد ساعات من قدوم سموه للولايات المتحدة في زيارة رسمية، تضمنت لقاءات مع بعض الشخصيات الأمريكية المحورية، وعلى رأسها بايدن الذي بدا مرتاحاً وسعيداً للغاية بلقاء أمير دولة قطر في اجتماع اتسم بالمصارحة والشفافية، وكالعادة كانت قضية (فلسطين) حاضرة على لسان سمو الأمير في كل محفل يحضر له وعلى اختلاف الشخصيات التي يقابلها أو المنصات الدولية والإقليمية التي يعتليها لإلقاء خطاباته التي عادة ما تحظى باهتمام عالمي نظراً لما تتضمنه من صراحة في إبداء رغبات وأماني الشعوب العربية والإسلامية التي تعتبر قطر جزءاً رئيسياً من هاتين المنظومتين اللتين للأسف لا تزالان من ضمن تصنيف العالم الثالث، حيث عبر سموه عن أن الوقت حان لمنح الفلسطينيين حقوقهم المدنية والوطنية في بلد حر ومستقل تعود حدوده لعام 1967 بحسب قرار مجلس الأمن رقم 242، الذي نص أيضا على اعتبار القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، والذي خالفته إسرائيل وضربت به عرض الحائط لا سيما بعد التأييد المنقطع النظير والتي لقيته من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والخاسر معركته الانتخابية الرئاسية الأخيرة مع الرئيس الحالي جو بايدن في أواخر عام 2020 بعد أن وقع رسمياً على اعتبار مدينة القدس كلها عاصمة أبدية للكيان الإسرائيلي المحتل مما عمق التواجد الإسرائيلي بصورة استنكرها العرب والمسلمون وحتى بعض الدول الأوروبية والإفريقية، ومع ذلك فإن موقف قطر الثابت كان ولا يزال وسوف يستمر بإذن الله ماضياً حتى تتحقق مطالب الفلسطينيين والعرب والمسلمون الشرفاء في حقهم المشروع في دولة مستقلة تخضع للسيادة وليس للاحتلال، وهذا بالضبط ما عبر عنه سموه في تصريحاته التي كانت مشتركة مع الرئيس بايدن في البيت الأبيض الذي أعطى ثقة بلاده في قدرة دولة قطر وحكومتها على أن تكون شريكاً رئيسياً لأمريكا وإتاحة تنظيم الاتفاقيات التي من شأنها تعزيز هذه العلاقة الذي وصفها بايدن بالتاريخية بين البلدين لا سيما في الاتفاقيات المتعلقة ببيع وشراء منظومات الدفاعات الجوية والتسلح بمبيعات متقدمة ومنخفضة مستقبلاً على حد قوله، وهذا مما لا شك فيه يعطي ثقة أكبر بالدور القطري الذي تلعبه على كافة الأصعدة، لا سيما نجاحها منقطع النظير في الأزمة الأمريكية الأفغانية مؤخراً، ورعايتها لمفاوضات الجانبين في العاصمة الدوحة، والتي لقيت احتراماً لم يستطع ترامب آنذاك إخفاء إعجابه بالدبلوماسية القطرية الموفقة، والتي سهلت على آلاف من العاملين الأمريكيين وأُسرهم، بالإضافة للدبلوماسيين الأمريكيين والأجانب مع عائلاتهم المغادرة بأمان من أفغانستان بعد أن سيطرت طالبان على الحكم وفرار عشرات الآلاف من الأجانب والأفغان من البلاد خشية انتقام طالبان منهم وما يمكن أن تفعله الحركة بعد أن تسيدت القصر الرئاسي في قلب العاصمة كابول، ولذا كان من الطبيعي أن يكون صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم من الشخصيات القيادية المحبوبة أمريكيا ومن العالم بأسره، لأنه استطاع بحكمته وقدرته قيادة دفة السياسة في قطر بامتياز واقتدار حصل بعدها على احترام العالم له ولدولته باستحقاق لم تستطع دول منافسة وكبرى الوصول إلى ما وصلت له القيادة القطرية خلال سنوات قصيرة كانت فيها دولة مغمورة وباتت دولة مشهورة يشار لها بالبنان وهو أمر يستحق فعلاً الاحترام سواء منا كشعب أصبحنا نُعرف خارجيا بأننا شعب قطري مرموق ويقودنا رئيس له حضوره المميز في كل محفل يحضره وتُفرد له المنصات ليعتليها ويقول ما يؤكد أن هموم الشعوب العربية إنما هي في أولويات سموه وقضايانا العربية من اهتماماته الكبرى وإلا لما كان حديثه الدائم عن حق فلسطين حاضراً ودعوته للجلوس على طاولة الحوار بشأن أزمات ليبيا واليمن مستمرة وإحلال السلام في سوريا مقترناً بوقف جرائم نظام الأسد، وعليه تبقى دولة قطر فخر العرب والإسلام يشاء من يشاء ويأبى من يأبى فنحن مستمرون بتوفيق من الله دائما وأبداً. [email protected] @ebtesam777