26 أكتوبر 2025
تسجيلأحيانا بل أغلب الوقت حينما أستقل سيارتي وأخرج من البيت أو لأعود إليه يستوقفني سؤال جوهري يئست أن ألقى إجابة واضحة له رغم عدم واقعيته وغرابته وهذا سوف يتبين من معرفة الإجابة أولا وهو هل (أشغال) يسيرون في الشوارع بالسيارات أم أنهم يقضون مشاويرهم بهليكوبتر مثلا أو قوارب سياحية على الأغلب؟! لأن الإجابة إذا كانت (نعم) فإنها هنا أستميحكم عذرا على مقالي القصير جدا والذي جاء في أقل من عشرة أسطر وأستودعكم الله في مقال الغد بمشيئة الله !، لكن إذا فاجأني أحدكم بإجابة (لا) وإنهم مثلنا طبعا يقودون سياراتهم لتقضية أوقاتهم وحوائجهم فأنا من هنا يمكنني أن أخبركم بأن مقالي سوف يبدأ بعد هذه المقدمة الدرامية نوعا ما!. دعوني أقولها بالعامي ليتقبلها أهل قطر ومن يفهمها من الإخوان العرب أولا قبل أن أسترسل بلغة فصحى يفهمها الجميع (صادنا ارتجاع في المريء وقلبَة كبد ويمكن تغير في مكان الطحال غير تكسير السيارات وتغيير المزاج والنفسية) !، وبالعربية فنحن حاليا نعاني من علل جسدية وعلل مادية في ممتلكاتنا مثل السيارات ومداخل البيوت غير تغير حاد في المزاج وتقلبات نفسية بسبب أعمال الطرق التي انتفضت عن بكرة أبيها وفي توقيت واحد منذ ما يقرب العامين أو الثلاثة لا أذكر لدرجة أن هذه الأعمال لحقت بالأحياء السكنية والشوارع الضيقة بين المنازل ودخلت مناطق بأسرها داخل ما يشبه المتاهة بسبب التحويلات والإغلاقات والشوارع البديلة التي عادة ما تكون غير ممهدة أو مرصوفة بطريقة تحافظ على الأقل على سلامة المركبات ومن يقود أيضا أو حتى المارة ومن يسيرون على أقدامهم في هذه الشوارع التي تظل فترة وتتغير إلى أسوأ منها في فترات محددة من مهندسي هذه المشاريع التي بدأت تأخذ شكل (العشوائية) للأسف ليس في (الفرجان) فحسب وإنما في كافة مناطق وأحياء الدولة ولم يعد معروفا كيف تسير خطط (أشغال) في هذا المنحنى المتعرج الذي لا يبدو على خط مستقيم وواضح حتى بالنسبة لشاغلي الطرق والمتضررين فعلا من هذه الأعمال التي تأخذ مدة زمنية تفوق صبر وطاقة وصلاحية المركبات والسائقين أيضا والمصيبة أنه يمكن أن ينتهي مشروع ويتم استخدامه بشكله الجديد ثم يتفاجأ السائقون أنه أُعيدت أعمال الطرق فيه مرة أخرى وكأنك يا زيد ما غزيت!، فترى المثلثات التنبيهية والأنوار التحذيرية والإشارات التحويلية والأسهم التوجيهية تعود لمشهد الشارع أو المنطقة من جديد وهذا في نظري خيبة أمل كبيرة في التفكير بمسار العمل الذي يقوم عليه هذا الجزء في (أشغال) التي تقوم وظيفتها أساسا في تحسين طرق وواجهة البلد وتيسير حركة السير بسلاسة وبصورة تضمن أيضا قيادة آمنة للسائق ومرافقيه ومأمونة لسلامة المركبة من أي عطب أو حادث سير لا سمح الله فهل نجد حلولا جذرية لهذه المشاكل الدائمة التي تواجه عمل (أشغال) الذين نشكرهم على جهودهم وحرصهم المؤكد على تأمين مشاريع صرف صحي متطورة وطرق آمنة ولكن الأمر يتفاقم كثيرا فلا تكاد تدخل حياً سكنيا أو شارعا أو منطقة إلا وإشارات تنبيهية توجهك إلى طرق بديلة غير مثالية فرفقا بنا كسائقين ومرافقين ومارة ورفقا بمركباتنا التي تحتاج صيانة دائمة وبمداخل بيوتنا التي قد تتضرر مظلات السيارات الأمامية لها جراء الشاحنات العالية أو الأتربة التي تثيرها هذه الأعمال فتدخل إلى داخل كل بيت وبأصوات الحفارات التي تدك الأرض في ساعات مبكرة من الصباح وفينا المريض والشايب والعجوز والطفل ومن لديه أعذار تحتم عليه الراحة بل إن بعض المحلات الممتدة في الشوارع التجارية التي بدأت تنتشر للمناطق تضررت ماديا وأُغلق بعضها بسبب مشاريع أعمال الطرق الذي أوقفت أرزاقها حتى قبل أن تبدأ نشاطها التجاري ناهيكم عن مناطق مشلولة الحركة فيها مثل منطقة الأسواق القديمة والشعبية في قلب الدوحة ممن تنتظر حتى الآن انفراجا لا يبدو أنه سيأتي قريبا وإلا فلتعطنا (أشغال) إجابة سريعة وحلا أسرع وهذا الأفضل حقيقة!. [email protected] @ebtesam777