11 سبتمبر 2025
تسجيلكثُرت في الآونة الأخيرة الانتقادات لبعض الشعراء والإعلاميين بسبب الامتيازات التي تُمنح لهم كتطعيمهم قبل غيرهم، أو جوائز تُهدى لهم، على اعتبار أن الباحث والطبيب والعالِم أولى منهم. لكلّ مهنة امتيازاتها ومشقّاتها وأهميتها في مرحلة زمنية معينة، ربّما الشاعر يُدخل البهجة والسرور في القلوب، وبالتالي ترتفع المعنويات وتُعزز مناعتهم، ولولا الصحة النفسية لما فلح الشفاء؛ ولولا لقاء العلماء والباحثين وصنّاع القرار بالإعلاميين والإعلاميات لما عرف الناس الداء والدواء. داء العنف الأسري في لبنان يتزايد في ظلّ الأوضاع السياسية والظروف الاقتصادية وغياب الرؤية الاجتماعية، فمع جرح مئات المدنيين في مظاهرات شهدتها مدينة طرابلس اللبنانية -واختلف اللبنانيون كعادتهم على أسبابها وخلفياتها وتوجيه أصابع الاتهام إلى المؤامرة الخارجية- ما برح عدد الزوجات اللواتي يُقتلن على يد أزواجهنّ يرتفع، وهذا مؤشر متجدد لما سيكون عليه المجتمع اللبناني وهو يغرق في الرمال المتحركة. المتفرجون كُثر والراغبون في الإنقاذ أكثر، لكنّ الضوء الأخضر لم يُعطَ بعد من الخارج، والمسؤولون في الداخل يستمتعون بالتراب، أليس من التراب وإلى التراب سيعودون؟ عائدون من الموت، هذه هي التقنية الجديدة التي اخترعتها "مايكروسوفت"، حيث سيكون بالإمكان إجراء محادثة افتراضية مع الموتى. كلّ منشوراتنا –بعد عُمر طويل- في فيسبوك، واتس أب، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، يتم تخزينها بالصوت والكتابة، ومن ثم سيحلّ محلّنا آلة، تُقلّد أسلوب التحدث، الإلقاء، نبرة الحديث والصوت، طول الجملة أو الحوار ومدى تعقيده، والموضوع والسياق، عُمرنا، جنسنا، هويتنا، بالإضافة إلى استخدام سماتنا السلوكية، وذلك لإنشاء نموذج صوتي ينطق باسمنا بعد الرحيل مع مراعاة "أخلاقيات الذكاء الاصطناعي". هذه الآلة تتجسّد في "ذريتنا" اليوم حيث الطفل يحمل من هويتنا وصوتنا وعواطفنا ويرث الأرض حتى حين؟ الأتمتة تلاحق الأموات بغرض التجارة في مشاعر الأحياء. إحياء الاقتصاد البريطاني أولوية بعد الانفصال رسميًا عن الاتحاد الأوربي، حيث تقدّمت المملكة المتحدة بطلب الانضمام إلى اتفاقية التجارة الحرة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ التي تضم 11 دولة، حيث يعيش 500 مليون شخص، يُشكّلون 13 في المائة من دخل العالم. تبقى حمى البحث عن الذهب في المستعمرات القديمة إستراتيجية ناجحة في كلّ العصور والأزمنة. زمن الوباء والحروب البيولوجية لا مفرّ منه، وهذا ما يتضّح في تفشّي فيروس نيباه بالصين، ومصدره خفافيش الفاكهة وتحديدًا عصير نخيل التمر. يبدو أن خفافيش الصين مشاغبة جدًا على العكس من خفافيش لبنان، حيث كنّا أطفالاً وأذكر جيدًا كيف كنّا نلتقط البلح والتمر التي تسقط من فم الخفاش وتظهر قضمته عليها. عدّ أسنان "الوطواط" على البلحة كانت متعتنا، وكنّا نأكل ممّا أكله الخفّاش. اليوم، الخفاش أصبح شريرًا لأنه يأكل ممّا نأكله "الوجبات السريعة". سريعة هي تلك المرأة التي تستقطب الدعم بالتركيز على قضية حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. من هي المرأة التي ألهمت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس؟ نسأل، لماذا يُكتب عن المرأة، عرقها، لونها، حياتها وكأننا اكتشفنا حديثًا هذا "الجندر"، لماذا نحتفل بما حققته أي امرأة وكأنها طفل صغير يحبو؟ متى سيتوقفون عن تذكيرنا بأن هذه امرأة وهذا رجل، ويكفون عن النظر إلينا كأننا كائن ضعيف عليهم تشجيعه على الدوام، ويصفقون لنا كلما (حَبَوْنا) وكأننا ضعاف القوم وصغارهم؟ 27 ألف صغير، معظمهم من أبناء وبنات رجال "داعش" متروكين لمصيرهم في مخيم الهول شمال شرق سورية، ما دفع بمنسق الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب لدعوة الدول إلى استقطابهم لأنهم معرضون لخطر التطرف في المخيم. يُجاهدون بالنكاح ويستمتعون وعلى العالم أن يحتضن بذرتهم. لنفعل ذلك مع اقتراب الرابع من فبراير اليوم العالمي للأخوة الإنسانية. [email protected]