14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا تحزن، إن كان للحزن مكان في نفسك، ولا تيأس إن كان لليأس منفذ إليك، وتفاءل إن كنت من الحالمين، وحدق للأفق إن كنت من المبصرين، فالأيام تذهب وكما كنا سنعود.كتبت هذا المقال ولأن دوام الحال من المحال، فيما مضى كانوا يعيشون عصر الظلمات وكنا نعيش مجد الأمة الإسلامية وتفوقها في عصر جُمّل التاريخ بنا، كقطعة فريدة وبهية من زمن ما، أطلق عليه العصر الذهبي، أما اليوم فيمكنك أن تقرأ ما سيلي وستحدد أي العصور نعيشه اليوم، ولكن لكل حرف مغزى ولكل كلمة سبب، فإن اليوم لن يتكرر وإن الغد قادم وهو لنا.أُطلقت صفة عصور الظلام على تلك الفترة التي انحدرت فيها الحياة ووصلت إلى مرحلة الانحطاط الفكري والاقتصادي والسياسي والتخلف الاجتماعي والثقافي، قرون من السلوك اللاإنساني سادت خلالها الخرافة والجهل، وفيها تراجع النشاط المعماري، وفقدت الثقافة اللاتينية أهميتها ومكانتها بما حملته من علوم وفلسفة وفنون وآداب، وتوقف تدوين التاريخ، ومحاربة التحضر والفكر التنويري، وانحسر الشعر الأوروبي العظيم، وساد ما يسمى بالشعر الشعبي والثقافة الشعبية ومسارح الإسفاف والانحطاط الفني والموضوعي والأخلاقي.وتراجع الطب والفلسفة الأفلاطونية والسقراطية، فعاشت الشعوب في بؤس ومرض وفقر مدقع، وأثرى رجال الدين ثراءً فاحشاً، وأوهموا البسطاء أن وضع الأموال بأيديهم سيدخلهم الجنة، وقد انتشر الفساد، وانشرت الحروب، لم يهتم أولئك قط بمصالح أوطانهم، بل تآمروا عليها وأدخلوها في صراعات سياسية وطائفية دمرت أوروبا قرونا طويلة.وفي تلك الفترة وفي الجانب الآخر من ذلك العالم المظلم، كانت هناك شعوب تعيش أوجه المجد والتقدم، يعيشون العصر الذهبي لتلك الأمة الإسلامية وهي في أوج قوتها وعطائها وقدرتها وإنتاجها وحضورها وابتكاراتها وعزتها ووحدتها، قدمت للبشرية كلها أساسيات ما نعيشه اليوم ففيه نضجت الحياة الفكرية ولمعت كوكبة من الكتاب والشعراء كالجاحظ والمتنبي، وطائفة من الفلاسفة كابن سينا والفارابي، والعلماء كجابر بن حيان والخوارزمي والجزري وابن الهيثم، ولكل بداية نهاية ولكل نهاية بداية جديدة.فيمكنك أن تسمي ما تعيشه الأمة العربية والإسلامية اليوم بعصر الظلمات دون تردد، ولكن ليس كل شيء دائما فإن كانت أوروبا تعيشه سابقاً واليوم تستمتع بعصرها الذهبي، فانظر وتمعن فالتاريخ يشهد على ذلك، فكم من حضارات عظيمة سادت ثم بادت، فأين حضارة الفراعنة؟ وأين حضارة ما بين النهرين؟ وأين حضارة الإغريق والرومان والفرس؟ ونعم، أين حضارة العرب والمسلمين؟ لا تحزن فتلك الحضارات قد ذهبت وذهبت معها شعوبها، وإن ذهبنا فإن الإسلام باقٍ وهو الأساس وعماد كل شيء. ولأن الحال والأحوال في تغير مستمر ولا تبقى على ما هي عليه، فسبحان مغير الأحوال.وأخيراً وليس آخراً.. سنعود يوماً ما..