19 أكتوبر 2025

تسجيل

مدينة الإنتاج الإعلامي

31 ديسمبر 2018

بعد أن أصبحت قطر قبلة للرياضة العالمية ومنارة إستراتيجية لحل الخلافات الدولية وبوابة عالمية للمؤتمرات والمعارض، وأصبحت لدينا ركائز سياحية متطورة.. ونفتخر حين يعرفنا الناس في خارج قطر من قناة الجزيرة ذلك المنبر الإعلامي الذي يحتذى به في كل مكان ويعتبر أكبر مصدر للمعلومات الدقيقة والصحيحة في العالم ويتابع برامجها كل سكان الأرض بما في ذلك القنوات المنافسة التي لا تستطيع بث اخبارها قبل ان ترى تأكيدها من قناة الجزيرة. فقد رفعت قناة الجزيرة اسم قطر عاليا وأظهرت ما تتمتع به دولتنا الحبيبة من مجال واسع لحرية التعبير والانتشار الإعلامي الكبير الذي لا نجده في العديد من دول العالم. استطاعت الدولة بفضل الله ان يكون لها قمران صناعيان لخدمة الاتصال والبث الإعلامي الحديث وهما تكملة للنهضة الإعلامية المتطورة ولإمكانية استمرار التدفق الإعلامي المنضبط والمحايد.. دون تدخل من الغير. قطر أصبحت تخطو خطوات واسعة وبناءة نحو الإعلام الصادق والحر ونحو توطيد العلاقات المتميزة بين الشعوب المطالبة بالحرية والعدالة والمساواة. وهي الأن تبدأ نشر الثقافة العالمية من قطر وما وجود متحف الفن الإسلامي إلا علامة ثقافية فنية بارزة ومضيئة للعالم.. تأتينا الأخبار بين يوم وآخر بانجذاب بعض القنوات التلفزيونية العربية إلى الدوحة كمقر دائم لها.. وسبق كل ذلك إعادة البث لبعض القنوات الإذاعية المعروفة وسوف تنضم قنوات أخرى في القريب العاجل. اعتقد أن نجاح أي عمل أو مشروع استثماري يحتاج إلى استقرار أمني وسياسي.. وفي الإعلام نضيف حرية التعبير والحيادية والدعم من الدولة المضيفة. فلماذا لا تكون لدينا مدينة إعلامية على مستوى عال تشجع المحطات العربية والأجنبية والمستثمرين والمنتجين إلى نقل عملهم والاستقرار في قطر. نتمنى دعوة أولئك المستثمرين بشكل مباشر أو عن طريق القيادات السياسية لهم للاستثمار الإعلامي في قطر. الدعم هو ما تطلبه كل المؤسسات الإعلامية بتوفير المباني المجهزة مع الخدمات وتسهيل دخول وخروج موظفيها وضيوفها إلى البلاد. ويمكن للمدينة الإعلامية أن تضم جميع القنوات المحلية العاملة حاليا في الدوحة وتتجمع في موقع واحد بدل تناثرها في أماكن مختلفة مع ما تواجهه من ضعف في بعض الإمكانات كأستوديوهات متكاملة ومتطورة لنجاح أكبر لعملها. المكاسب التي ستحققها قطر من وجود مدينة إعلامية ذات مواصفات عالية وتدار بطريقة احترافية كثيرة، حيث ستصبح قطر منارة إعلامية متميزة يضاف إلى رصيدها الكبير في هذا المجال. وسيبقى اسم قطر أو الدوحة يتردد في وسائل الإعلام سواء في البرامج او المسلسلات المنتجة فيها. سيتحدث عن قطر وشعبها الطيب المضياف المشاهير والسياسيون في وسائل إعلام عربية وغربية مختلفة. سيكون هناك ارتفاع في المستوى الاقتصادي والسياحي لوجود الآلاف من الموظفين والضيوف وعائلاتهم وغيرهم ممن يتوافدون على قطر.. ستتوافر فرص عمل للقطريين والمقيمين في قطر.. ستكسب قطر ود الدول الداعمة للمحطات التي لها قنوات تبث من قطر. ستعطي قطر الفرصة للأشقاء للحوار على أرضها وما قد يتبع ذلك من مكاسب سياسية ودور قطري مهم ومفيد للعلاقات الخارجية. هذا والعديد من المكاسب المالية والاقتصادية والسياحية والإعلامية يمكن ان تحققها قطر ولو على المدى البعيد. هذه الفرصة تتوافر في قطر الآن، فأتمنى استغلالها ولتكن لدينا مدينة الدوحة للإنتاج الإعلامي. كتبت هذا المقال بتاريخ 4 /4/ 2016 قبل اكثر من سنتين وها نحن نرى الآن ذلك الحلم يتحول إلى حقيقة وتم مناقشة هذا المقترح في مجلس الوزراء في الاسبوع الماضي ونتمنى ان يكتمل الحلم لنرى مدينة الانتاج الاعلامي في اقرب فرصة واقترح ان تكون موقعها في مدينة الوسيل.