20 سبتمبر 2025
تسجيلماذا تنتظرون؟!.. نعم ماذا تنتظرون؟!.. ولماذا في بداية كل شهر تُرحلون قراراتكم إلى نهايته؟!..تبلدت مشاعرنا من مشاهدة قتلى سوريا، وكأن الأمر أصبح لعبة أو أننا في طريقنا للتعود على رؤية هؤلاء كما تعودنا على شهداء غزة وكأنهم زيادة عدد، كان الأحق قتلهم ونبارك في النهاية لبشار سرعة وإجادة عمليات الإبادة التي يقوم بها ضد شعب أعزل لا يملك سوى تشييع جنائزه واستصراخ الضمائر العربية والدولية في إنقاذ ما تبقى من هذا الشعب الذي يتعرض لأسوأ عمليات قتل وقنص وقصف على مرأى من العالم الذي يكتفي اليوم بالأسف والتفكير بحلول دبلوماسية أو أن يحمل على كاهله عناء ما يمكن وصفه بالحل السحري الذي ترفض عصابات الأسد قبول أي بند من بنوده، وكأن الرغبة في قتل الأطفال والنساء والشيوخ متعة باتت قوات البعث السورية تتفاخر في عرضها على شاشات التلفزة التي تتسابق هي أيضاً فيما بينها على الاستحواذ على أكثر اللقطات وحشية وكأن المسألة باتت في النهاية مجرد فرد عضلات وكاميرا تلتقط العرض من أضيق الزوايا، بغض النظر عن الضحية التي يكيل لها الأول قوته وتكتفي الأخيرة باصطياد صورها، بينما مصير وحال الشعب لا يمكن لأحد أن ينتشله سوى خالقه!.. فالمتتبع لفرسان (القضية السورية) بات متأكداً بأن المسألة باتت (شو) لمن يستطيع أن (يمطط) القضية أكثر وأكبر ولذا وقفت إيران وروسيا والصين وحزب اللات بجانب النظام السوري، بينما وقف العالم بأسره عاجزاً عن إيجاد أي ممر سري لوقف حمامات الدم التي تتفجر من عروق أطفال رضع لم يكونوا يوماً ضمن قواعد اللعبة القذرة للحكومة السورية التي تسرّح مجرميها من السجون ليقتلوا شعباً لا حول ولا قوة له سوى أنه شعب سوري فقط!.. ورغم أنني أستبعد الخيار العسكري الذي يداعب أحلام "الوزاري العربي" والبيت الأبيض والمنظومة الأوروبية، باعتبار أنه الحل الذي نجح في ليبيا وانتهى بالقذافي فيه إلى حفرة للصرف الصحي خرج منها مقتولاً منكلاً به، ولا أحبذه، باعتبار أن المزيد من القتلى المدنيين سيسقطون دون أن يرف لأي جهة مشاركة في هذا (القتل الجماعي) أي جفن يرحم هؤلاء، ولكني بت في حيرة عن إيجاد حل يمكن أن ينهي الكابوس المريع الذي يعيشه شعب سوريا ونحن ننظر!.. ننظر وكأننا نرى ما اعتادت أعيننا على رؤيته ففي بداية الأزمة كانت مناظر القتل توحد الدعاء فينا أن يجهز على بشار وعصابته، بينما اليوم ورغم مشاهد القتل والتنكيل التي ترد لنا على مدار اليوم فالشعور يتبلد ويبرد.. عادي فهل هم أفضل من الفلسطينيين أو أن دماءهم تحمل فصائل تختلف عن فصائل الدم الفلسطيني!.. هكذا تبدأ قصة التهرب من الدم السوري ليلحق أخاه الفلسطيني!.. هكذا تبدأ قضايا العرب بالصياح والنواح وتنتهي بأدارج الرياح!، ولذا يجب ألا نعول كثيراً على البداية القوية لـ"وزاري الجامعة العربية" الذي بدأ تبنيه منذ فترة طويلة لأحداث سوريا باجتماعات مفصلة وطويلة في التباحث بالشأن السوري وقرارات تخرج تحت أرقام تندرج ضمن السنة الحالية وتصريحات وأقاويل وتهديد بانتهاء مهلة (الصلح) واستخدام الحلول السلمية فكل هذا بدأ بالعويل وانتهى بالترحيل!..فكل اجتماع يتجزأ منه اجتماعات وكل قرار تتفرع منه قرارات وبشار يقتل!..والعصابات الدموية المستفيدة من علو صوت المعارضة أمام قوة مراس النظام تذبح بلا هوادة ولا رحمة وتجز الأعناق المستسلمة للسكاكين الباردة بلا شعور إنساني يولد بالفطرة ولا يمكن أن يكون مكتسباً!.. لذا سلحوا الشعب السوري وأغرقوه بالأسلحة التي يمكن للأب فيه أن يردي المعتدي مقتولاً عند باب داره وكما تفعل روسيا المتآمرة علانية على هذا الشعب لنتآمر نحن جهراً على بشار وزبانيته المجرمة، وحق لنا أن نفعلها اختياراً لا إجباراً!، وكما تأتي السفن الروسية محملة بأعتى الأسلحة وتلقي طائراتها قنابل الموت فلنبحث عن ممرات سرية وما أكثرها ولا نعجز عنها لإيصال مساعداتنا لهذا الشعب الذي لربما يحتاج اليوم إلى سلاح يردع به الموت من التسلل إليه قبل الخبز الذي يمكن أن يسمن الضحية للجزار!. أنقذوا سوريا أو سورية لا يهم كيف نكتبها مادام اللفظ يؤكد أن هذا البلد هو (الشام) الذي عشقنا تاريخه واليوم بتنا للأسف نعشق كتابة تاريخ جديد له نفتقد فيه للأحبار الزرقاء ويكرمنا السوريون بدمائهم الحمراء لنكتب أن عام 2015 هو من السنين الذي يشهد نكباتنا كعرب!فاصلة أخيرة:قالَها الشِّعـرُ وَمَـدَّ الصّـوتَ، والصّـوتُ نَفَـدْ وأتـى مِنْ بَعْـدِ بَعـدْ واهِـنَ الرّوحِ مُحاطاً بالرّصَـدْ فَـوقَ أشـداق دراويش يَمُـدّونَ صـدى صوتـي على نحْـريَ حبـلاً مِن مَسَـدْ وَيَصيْحــونَ " مَـدَدْ" !( أحمد مطر)