13 سبتمبر 2025

تسجيل

"رجاوي" لبنان!

24 فبراير 2016

وبدأ لبنان في "الرجاوى" والاستعطاف!وسيستمر حتى الرمق الأخير!هكذا اعتدنا من لبنان الذي كلما حاول أن (يجر شكل) الكبار عاد لحجمه الطبيعي وبدأ رحلة استنزاف جهده لإتمام عقد الرضا عليه من جديد!وطبعاً لا يمكن أن أخفي سروري من العقاب السعودي الذي أيدته دول خليجية وعربية تجاه لبنان، بعد امتناعها الصريح عن التصويت لصالح المملكة، بعد الهجوم الذي تعرضت له قنصلية وسفارة السعودية في طهران ومشهد مؤخراً، بالإضافة إلى تطاول حزب الله الذي تضمه لبنان، على عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية على لسان أمينه غير المؤتمن حسن نصر الله، الذي يفضح عداءه للسعودية ومن يؤيدها في كل مرة يجد كاميرات تلتقط ملامح وجهه الخبيثة، وعليه فإن النداء الذي أطلقه السياسيون اللبنانيون ومنهم سعد الحريري، الذي أقر برعونة بلاده في التعامل مع المملكة التي تمر اليوم بأكثر من تحد تترأس ألاعيب إيران هرمها، من خلال تحريضها المستمر ضد الرياض، ومع هذا فقد ناشد الحريري الملك سلمان عدم التخلي عن لبنان، وردت عليه الرياض بأنها لم تتخل يوماً عن شعب لبنان لتتخلى عنه اليوم، ولكن يبقى الدرس الذي يجب أن يعلق في أذهان اللبنانيين الذين يفتقرون لحكومة قادرة على أن تنصب رئيساً، لتكون عاجزة اليوم عن أن تلجم أفواه حزب الله وإيران قبله، وتثبت أنها دولة ذات استقلالية وليست ولاية تابعة لملالي طهران الذين يحكمونها!.. ماذا عن هذا الدرس الذي تلقمه السعودية للبنان ويبدو أنه درس ليس من السهل استيعابه وسط صدمة من يقود لبنان، لفقدان ذراع أمني ومالي كانت لبنان ترتكز عليه طويلاً، وتعود إلى السعودية التي عُرفت دائماً بدعمها غير المحدود لهذا البلد!!.. بل ان خطوة الرياض هذه تبعتها خطوات مماثلة من دول خليجية كانت معروفة بمساعداتها الدائمة للبنان ودول عربية كانت متعاطفة معه في معظم أزماته، ويبدو أن شعور بيروت بوقوفها وحيدة اليوم - الذي جرها إليه عنادها ومن يؤججها - عارماً، وسط كم االمناشدات التي وصلت إلى آفاق الرياض ومن يجاورها من دول الخليج، ولذا لن نستبعد إن كان لبنان اليوم يحصد ثمار إعطاء سيادته لإيران التي تتخذ من حزب الله نائباً مفوضاً لها، كما أن عودة الأمور لسابق عهدها بالنسبة لهذا البلد لا يبدو أنها أمر سهل، خصوصاً وأن السعودية اليوم ليست على ما كانت عليه بالأمس، من مهادنة الكثيرين والتحلي بالحلم أمامهم، وباتت أكثر قوة وقيادة وحكمة وحنكة، بل وقدرة على تسيير الأمور لصالحها، لعلمها بأنها تحتاج اليوم من يقف معها بعد عاصفة الحزم لا أن يكسر من عزمها وقدرتها على قيادة دفة هذه الأمة بما يليق لها وهي الأقدر على هذا بكل تأكيد.فاصلة أخيرة:لم تعد الأمور كما كانت.. كما لا يجب أن تكون كذلك!