19 سبتمبر 2025
تسجيلاليوم سنعيش آخر الساعات من عام 2014 وكأننا بالأمس استقبلنا هذا العام المحزن!اليوم سنودع راحلاً وسنستقبل زائراً سيغدو بعد فترة قليلة راحلاً لن نذكر منه سوى ما تركه فينا من ألم وحزن وحسرة على وطن عربي كبير لا يطلق فرقعات الفرح فيه إلا بانتحار الثواني الأخيرة من عام مضى وحياة ثوان أخرى تطلق صيحاتها الأولى لعام مولود جديد!ما الذي تركه عام 2014 فينا؟!.. بل ما الذي يمكن أن يجعلنا حزينين على فراقه سوى أنه سيشهد على كبر أعمارنا وعظم أفعالنا وصغر مواقفنا وخزي خططنا العربية التي حيكت ضد بعضنا البعض؟!..بالنسبة لي وكمواطنة عربية من حقي أن اسأل بأي شعور يمكنني أن أودع ميتاً وأستقبل آخر مهدد هو بالموت إن لم نسعفه بقبلة حياة نرجو منها الحياة له لا الموت البطيء؟!..بم يمكنني أن أذكر عام 2014 إلا أنه عام تغيرت فيه (الثورة السورية) إلى مسرح لقتال دولي على داعش ووقوف نظام بشار مع القوات الدولية وكأنه لم يكن حتى الأمس هو القاتل الفاجر الذي قامت الثورة للانقلاب عليه وسقوطه؟!.. بم يمكنني أن أذكر هذا العام إلا أنه عام احتلال اليمن من قبل محتلين حوثيين نشروا تشيعهم وأفكارهم المنحرفة وأساليبهم القائمة على الخطف والترهيب وفرض تعاليم دينهم الجديد بالسلاح والتهديد؟!..كيف يمكنني أن أبتسم مودعة هذه السنة ومصر التي عاشت منذ عام 2011 أياماً عصيبة بين شهيد راحل وبين معتقل سجين لإسقاط نظام مبارك تعود لنفس ساحات الدم والظلم ويخرج مبارك وعصابته براءة ويحبس الظالمون الأبرياء وتُدفن شرعية جاءت عن طريق صندوق الانتخابات تحت ستار الانقلاب وعلى المتضرر من القضاء في مصر انتظار (مكالمة ما) لإحقاق العدل؟!!..أي عام هذا الذي لم نفرح فيه يوماً ولم ننم فيه جيداً وبتنا مثل الصائم الذي يجهل متى يفطر ومتى يكمل صومه إن كان في كل حالاته منتقض الوضوء مشكوكاً في دينه وملته؟!..هذا هو اليوم الأخير الذي لن يعود بنفس اسم العائلة 2014 لكن يمكن لسنة 2015 أن تتبناه في يومها الأخير ويعاد نفس الحديث الحزين هذا ولكن بمرارات أكبر!..ومع هذا فأنا لست سوداوية البصر ولا ميتة البصيرة لأجد ماحولي مخضباً باللون الأسود ولكني لا أجد حولي مقدمات لأستنير بها وأغير مستقبلي إلى اللون الرمادي باعتبار أن اللون الوردي سيكون مبالغة لا أجرؤ على الخوض فيها!..هذا هو اليوم الأخير الذي سيتجمع الملايين ليباشروا في ثوانيه الأخيرة العد التنازلي لها وسيهتفون 10 9 8... 321 ويطلقون صيحاتهم المجنونة التي سيعقبها العناق والقبل والتمنيات بأن يكون عام خير ووئام وفرحة وسلام!.. فهل سيكون كذلك على أهل غزة الذين يكدحون تحت احتلال قاس وحصار ماض منذ عام 2007 لم تكسره التعهدات ولا الوساطات ولا حتى الوعود بأن ما مضى مات وانقضى؟!.. هل سيكون كذلك لأهل سوريا الذي أعجب كم بقي منهم ليعيشوا فرحة نجاح ثورتهم التي حولها إعلامنا العربي إلى مجرد خلافات بين حكومة ومعارضة؟!..هل سيصبح كذلك لليمن الذي يمضي عامه الأول تحت احتلال حوثي لا عهد له ولا أمان ولا ذمة؟!..هل هو بهذا الشكل لأهل ليبيا الذين رحنا بنجاح ثورتهم ونبكي حاضرهم ولا نستطيع أن نستقرىء مستقبلهم؟!.هو اليوم الأخير... اضحكوا!فاصلة أخيرة:لدى الغرب احتفالاتهم بالسنوات الميلادية ولدينا احتفالات باحتفالاتهم!.. هذه هي فرحة الغرب بخيبة العرب!