31 أكتوبر 2025
تسجيلالله سبحانه وتعالى خالقنا والمتفضل علينا بالنّعم والمغدق علينا بالعطايا والمنن، لذا وجب على العباد الشكر والثناء له على عظيم منّه وكرمه وفضله عليهم. والشكر والثناء على الله تعالى حق له على عباده وليس تفضلا أو أدبا منهم بل واجب لله عليهم. ويتحقق ذلك بعدة مراحل: أولها : شكر القلب وثناؤه ورضاه بنعم الله عليه وذلك في كل الأحوال، ويستشعر القلب قيمة النعم التي أنعمها الله عليه وأن يخضع ويطمئن وينعقد على الاعتراف بأن المنعم بهذه النعَم الجليلة هو الله وحده لا شريك له ، قال تعالى : ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ) النحل/ 53 . ثانيا : شكر اللسان وهو أن يلهج لسانك دائماً بذكر الله وشكره والثناء عليه. يقول الله تعالى : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) الضحى/ 11 . فإظهار النعم والتحدث بها والاعتراف بفضل الله تعالى من الشكر، كما أن الشكوى والتسخط وإنكار نعم الله الكثيرة من كفران النعم الذي توعد الله أصحابه بالعذاب الشديد: (6) (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ . وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد). سورة ابراهيم. فلنحذر جميعا من قولنا إذا سألنا أحد كيف حالك يقول لك لا جديد! ليس كل من مر بضائقة أو سلب نعمة أن يستكثر الشكر والحمدلله تعالى فهو سبحانه مع الابتلاء يترك لك الكثير من النعم، فلا تنظر إلى ما فقدت ولكن انظر ما أبقاه الله لك. فنعم الله كثيرة كما قال سبحانه: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} سورة النحل-١٨ فَلَو نظر كل منا حوله كيف تتغير الأحوال وتتبدل النعم بين عشية وضحاها فإذا نظرنا إلى بعض الدول وما حل بها من خراب ودمار وما حل بشعوبها من الفقر والخوف والجوع؛ لشكرنا الله على ما نحن فيه من النعم، ولنبذل ولنتصدق ولنساهم في نجدة وإغاثة إخواننا فالمال مال الله والفضل له سبحانه. ثالثا : شكر الجوارح وشكر الجوارح يكون بانشغالها وعملها في طاعة الله وكفها عن ما نهى الله عنه، فالمسلم الحق هو الذي يحرص على طاعة ربه والعمل لمرضاته واجتناب المعاصي مخافة غضب الله تعالى، فهو بذلك يحقق منزلة من منازل الشكر لله. وكم من أمم وشعوب أنعم الله عليهم بفيض من النعم والبركات فلم يؤدوا شكرها ولم يحمدوا الله عليها وكفروا هذه النعم بجحودهم فسلبهم الله نعمه وأذاقهم الجوع والخوف، يقول الله تعالى: ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يصنعون)) 112/النحل. فيا أيها المسلم تعاهد نعم الله عليك بالشكر والحمد يبارك الله لك فيها ويزدك منها: إذا كنـت في نعمـة فارعـها فإن الذنـوب تـزيل النعـم اللهم أدم علينا النعم واجعلنا من الشاكرين، وأدم نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار على بلادنا وسائر بلدان المسلمين.. اللهم آمين. [email protected]