16 سبتمبر 2025

تسجيل

وقفات مع الإجازات الصيفية

16 مايو 2024

في مثل هذا الوقت من كل عام، نجد البيوت تستعد لإنهاء العام الدراسي وفترة الاختبارات، والجميع يخطط للاستمتاع بقضاء العطلات وأخذ قدر كافٍ من الاستجمام والراحة، ليس الطلاب وحدهم، بل حتى الآباء والأمهات، حفظهم الله، يحتاجون إلى استراحة على الرغم من استمرارهم في أعمالهم أو الوظائف التي يشغلونها، ولكن متابعة الأولاد في الدراسة أمر شاق ويحتاج إلى جهد؛ لذلك فمع نهاية الدراسة ينعم أولياء الأمور بأخذ نفَس عميق يشعرون فيه بالاسترخاء والراحة بعد عام طويل من الالتزام في الدراسة ومواعيدها واختباراتها. كلَّل الله جهود أبنائنا جميعًا بالنجاح والتوفيق، آمين يا رب العالمين. الاستغلال الأمثل للإجازات من المهم أن يفقه أبناؤنا وبناتنا الأعزاء الهدف الحقيقي من الإجازات؛ حتى يمكنهم استغلالها استغلالًا منظمًا وسليمًا؛ فالإجازات بمنزلة فاصل للاسترخاء والاستجمام وشحن الطاقة وترتيب الأوراق وتنظيم الأولويات وغير ذلك من الأمور المهمة والمفيدة التي تعد جوهر أوقات العطلات عمومًا والإجازات الدراسية خصوصًا، وليس المقصود منها إضاعة الأوقات على الهواتف والأجهزة والمبالغة في السهر وكثرة النوم والكسل والخمول بحجة أننا في إجازة، فبهذا الشكل لن يمكنك الاستمتاع بالإجازة أو الانتفاع بها، فيجب علينا - نحن أولياء الأمور - أن نحفز الأبناء والبنات على حسن الاستعداد لقضاء الإجازة والتخطيط الجيد والمرتَّب للاستفادة منها. الاختلاف في الأفكار أمر طبيعي تختلف خطة الإجازة باختلاف الفئات العمرية؛ فكل مرحلة عمرية لها نمط تفكير يناسبها؛ فالصغار يخططون للعب والفسح والمغامرات وغيرها من النشاطات الحركية والمثيرة لهؤلاء الصغار. وفئة الشباب تخطط للنشاط الرياضي المفضل، وكذلك الاهتمام أكثر باللياقة البدنية، إلى جانب التجمعات الشبابية والأنشطة الصيفية. وفئة الآباء والأمهات يخططون للسفر والاستجمام بعيدًا عن أجواء المنزل، وبعض الناس يقضي إجازته في البلد ويقوم بعمل جدول الإجازة له ولعائلته وذلك بحضور الفعاليات والأنشطة المحلية وكسر الروتين المعتاد في غالب أوقات السنة. ومع هذه الأفكار المختلفة لكل فئة، فلا بد من وضع خطة واضحة للاستمتاع بالإجازات، وجميل أن يخرج كل شخص من الإجازة بإنجاز جديد ومهارة مفيدة. وممكن أن نتعرف على مواهب النشء الصغار وهواياتهم ونحفزهم على الإبداع والثقة بالنفس، وكذلك فإن الالتحاق بمراكز القرآن الكريم في الدولة والمشاركة والمراكز الثقافية والأندية الرياضية أمر مهم وضروري للغاية يقوي عندهم الثقافة والمشاركة المجتمعية منذ الصغر، ليستغلوا الوقت فيما ينفعهم وينمي مهاراتهم في النشاط الذي يحبونه بعيدًا عن الجلوس على الهواتف والألعاب الإلكترونية التي تصيبهم بالكسل وتدمر أجسادهم وتضعف أبصارهم. جودة التخطيط ويستحب أن نركز في الإجازات على شبابنا الواعي الذي يوشك أن يتخرج وينهي مسيرته الدراسية ويتحول من شخص متلقٍّ للخدمة إلى شخص يقدم الخدمات لمجتمعه ووطنه من خلال عمله ومجاله. ومن المهم عليك أيها الشاب، استغلال إجازتك في التخطيط المستقبلي لحياتك، فتعمل دراسات جدوى حول المشروعات التي تود العمل بها، وتكتسب الخبرات من خلال التدريب على الأعمال التي ستمارسها في المستقبل والإلمام بكل ما يخص مجالك والجديد والمستحدث في هذا المجال، ولا تغفل عن المشاركة المستمرة في الأنشطة الشبابية الرياضية أو التطوعية النافعة لمن حولك في بيئتك ومجتمعك، مع ضرورة الحفاظ على الروابط بينك وبين الأهل والأصدقاء والمعلمين وكل مَن كان سببًا في نجاحك وتقدمك وتفوقك، فهذا مما يدلل على حسن خلقك وصلاح مسيرتك بإذن الله تعالى. •أتمنى للجميع إجازة سعيدة مليئة بالإنجازات النافعة، وأدام الله علينا وعليكم السرور والسعادة والبهجة في سائر الأوقات، وكتب لنا ولكم التوفيق والنجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، اللهم آمين.