20 نوفمبر 2025
تسجيلجهاز تسجيل لصوت الكروان، به عدة أصوات نغمات، يمكن استدعاؤه بها للأكل أو التزاوج أو غير ذلك من الأصوات المحببة إليه؛ مما يجعله يقترب من هذا الصوت الصديق ويسمى محليا (بالصواية).حينها يكون القناص قريبا منه لإمكانية صيده بالصقر، وهو ما يفضله الكثيرون، او باستخدام البندقية لدى البعض من الصيادين وهم قلة، لأن الهدف ليس في صيد تلك الطيور بأشكالها المختلفة، إنما هو متعة القنص.المهم أن هناك قراراً من البيئة بمنع الصواية في الصيد.ليس لدينا اعتراض على مثل تلك القرارات الجيدة في حماية البيئة، ولكن من الأجدر دراسة مثل تلك القرارات بشكل واقعي قبل تطبيقها؛ حتى لا تكون عرضة للثغرات أو النتائج العكسية.في اعتقادي منع الصواية بشكل كامل طوال السنة يحرم الكثير من المواطنين من صيد الكراوين والتمتع بهواية القنص..والمنع كلياً لن يحقق الهدف وهو المحافظة على طيور في الأساس هي مهاجرة وعابرة.إذا كان القصد عدم الصيد الجائر، فالأولى منع البنادق والوسائل الأخرى التي يستخدمها القناصة.الآثار العكسية لذلك يطبقها بعض الصيادين الآن بالقضاء بشكل كامل على أي مجموعة من طيور الكراوين تكون موجودة في مكان واحد وهي من طبيعتها التواجد في مجموعات؛ لانهم قد لا يجدونها مرة أخرى، فيبدأون فيها تقتيلا وتشريدا..أما إذا وجدت الصوايات وبكثرة فسيصاحبها توزيع للطيور، وكل يأخذ نصيبه دون الدوران لوقت طويل والقضاء على البيئة البرية ودفع القناصة للبحث عن خدع ووسائل مختلفة..على سبيل المثال يستخدمون حاليا ما يسمى (بالجاسوس) وهو طائر كروان يوضع عليه جهاز إرسال لمتابعته من قبل مالكه ويستخدمه كي تراه طيور الكراوين الأخرى وتقترب منه ومن ثم يتم اصطيادها!!بعض القرارات التي تصدر من البيئة تحتاج الى دراسة أعمق وقد تناولت سابقا قرار منع صيد القباقب بالشباك، وقلت هل يستطيع الصياد التحكم في السمك داخل البحر ليسمح بشيء ويترك شيئا آخر، في الوقت الذي يقضي الآسيويون وغيرهم على القباقب بالعصي (الشوكة والتنوّر) دون منع وكذلك تدميرهم (للقصاصير والميافر) أماكن تجمع الأسماك، أليس ذلك اعتداء صارخا على البيئة دون فهم أو رحمة؟لا أعتقد أن من يفعل ذلك شخص قطري؛ لانه يعرف قيمتها ومعناها، ولكن للأسف كل القوانين ضده!!ومن الآثار العكسية التي نتجت — على سبيل المثال — من المنع الكامل لرعي الجمال، إصابتها ببعض الأمراض لقلة الحركة؛ مما جعل الكثيرين من القطريين يتوجهون الى الأراضي السعودية القريبة ويتخذون مراعي هناك بمساحات واسعة دون أي أجر أو تأمين، بل إنهم يساهمون في إنعاش الحركة الاقتصادية بشراء الأعلاف، والسياحة بالتنقل من والى سلوى أو المناطق الأخرى القريبة.نفس الأمر ينطبق على منع إطارات (البالون) حسب مواصفات وزارة البيئة، فكانت هناك زيادة مبيعات الشركات السعودية بشكل كبير؛ مما دفع البعض منها للاهتمام بفتح فروع آخرى قرب الحدود القطرية.نرحب بالتنظيم والدراسة المتأنية واستشارة أهل الخبرة وليس فقط المنع لأجل المنع..أتمنى ألا يأتي يوم يمنع فيه صيد الحمام لاستخدامه في القنص أو يمنع القنص كلياً وهو الهواية المحببة لجميع الأجيال..