12 سبتمبر 2025
تسجيلفي حركة إعلامية بائسة، وفي تصرف سياسي مثير للسخرية، أقدم حزب الدعوة الطائفي الحاكم في العراق على إصدار بيان يستنكر ما قامت به قناة الجزيرة من عرض معلوماتي في برنامح (الصندوق الأسود) حول أمينه العام ورئيس الحكومة العراقية الأسبق نوري المالكي، وهي في مجملها معلومات عامة يعرفها جل العراقيين المهتمين بتاريخ المعارضة العراقية السابقة التافهة التي تحولت لحاكمة ليس بفعل نضالها الجماهيري ولا جهودها الميدانية لإسقاط النظام السابق، بل نتيجة لقرار تدخل عسكري دولي سلمها السلطة على طبق من ذهب لتمعن قتلا ونهبا وتشريدا وتدميرا في العراق الذي نجحوا بامتياز في تحويله لدولة فاشلة وممزقة ومفلسة أيضا!! دفاع حزب الدعوة عن أمينه العام كان دفاعا بائسا يفتقر للموضوعية، فالجزيرة عرضت ما عرضته استنادا لوثائق دولية منشورة ولم تأت بشيء جديد من عندها، ولم تفبرك بالتالي معلومات غير موجودة!، بل نشرت كل شيء وفقا لرؤية إعلامية واضحة المنهج والدلالة، ولكنني ومن واقع المعرفة الموضوعية والميدانية أعتقد بأن قناة الجزيرة قد أضفت على نوري المالكي بطولات سوبرمانية لا يستحقها، وحولته لجيمس بوند إيراني جديد!!، وهو دور غير مؤهل للعبه ولا يتناسب أبدا مع إمكانياته القيادية المعدومة!، فالمالكي لم يكن أبدا عنصرا قياديا مهما في حزب الدعوة، بل إنه ليس في العير ولا في النفير، ولم يتصدر قيادة الحزب إلا بعد إفلاسه التام وتشرد عناصره ولجوئهم للغرب بعد أن أدار الإيرانيون ظهرهم له وحاربوه وركزوا مساعداتهم على جماعة الحكيم في (المجلس الأعلى)!.. المالكي لم يلعب في إيران أي دور قيادي! وكان عنصرا عاديا هناك ولم يكن قائدا لمعسكر (الصدر) لحزب الدعوة في الأهواز كما قال البرنامج!.. بل كان واحدا من مئات، ثم إن حزب الدعوة في الحياة السياسية العراقية لم يكن يمثل أي ثقل ففي أحسن أوضاعه لم يتجاوز عدد المنتمين للدعوة في العراق أكثر من 2000 عنصر فقط!، لكن حماقات نظام صدام حسين أعطت للحزب وزنا واسما ودورا لا يستحقه، فقد كانت الإعدامات تجري في العراق لكل صوت معارض مهما كان انتماؤه الفكري وينسبون الضحايا لحزب الدعوة!! ولم يكن الأمر كذلك!. برنامج الجزيرة نسب لنوري المالكي دوره في تفجير السفارة العراقية في بيروت وذكر تاريخا غير صحيح لذلك وهو يناير 1981 بينما التاريخ الصحيح هو 15 سبتمبر 1981 وتمت العملية بالتنسيق التام مع حركة أمل الشيعية والمخابرات السورية!، أما عدم الدقة المعلوماتية فقد جاءت من خلال تنسيب هادي العامري لحزب الدعوة وهو أمر غير صحيح بالمرة، فالرجل من الذائبين في خط الإمام وهو إيراني أكثر من الإيرانيين!، ثم أن نوري المالكي وهذه حقيقة أعرفها كما أعرف نفسي لاعلاقة له البتة بتفجيرات الكويت في 12/12/1983!!، فمن قام بتلك التفجيرات هم المنشقون من حزب الدعوة وهم تيار دعوي انشق عن الحزب الأم وبايعوا الخميني ووضعوا أنفسهم تحت تصرف الحرس الثوري الإيراني، ومن قام بتفجيرات الكويت أولئك مع تخطيط ميداني من الفرقة الثامنة حرس ثوري/ أهواز والتي كان يشرف عليها رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني الحالي ووزير الدفاع الأسبق (علي شمخاني)!!، طبعا بالتعاون مع المخابرات السورية أيضا!، لأن الانتحاري العراقي الذي فجر السفارة الأمريكية في الكويت ويدعى ( رعد مفتن عجيل) كان قد تدرب في معسكرات حلب والشاحنة جاءت من سوريا!! ولم تكن لنوري المالكي أدنى علاقة بتلك الأمور، بل أن قيادة حزب الدعوة فوجئت بالتفجيرات رغم أن التهمة ألصقت بهم!!.. نوري المالكي لن يقاضي أبدا قناة الجزيرة! بل على العكس فقد تحول لــ (عنتر شايل شيفه)!، وهو قبل احتلال العراق لم يكن سوى حارس لحسينية الحزب في السيدة زينب ومحرر لنشرته البائسة (الموقف)!. بيان حزب الدعوة المضاد للجزيرة ينضح بؤسا وفشلا، لكونه دافع عن ممارسات مخزية تتمثل في اغتيال العلماء والطيارين العراقيين وهذه قضية حقيقية ومعروفة للقاصي والداني، بؤس حزب الدعوة يترجم نفسه من خلال بؤس قيادته الرثة! صحيح (اللي اختشوا ماتوا).