13 سبتمبر 2025
تسجيلاجتمع الشعراء الأمويون "جرير والفرزدق والأخطل" في مجلس الخليفة عبدالله بن مروان، فأحضر الخليفة كيساً فيه خمسمائة دينار، وقال لهم: ليقل كل منكم بيتاً في مدح نفسه، فأيكم غلب فله الكيس.. فقال الفرزدق:أنا القَطْرانُ والشُّعَرَاءُ جَرْبىوفي القَطْرانِ للجَربَى شِفاءُوقال الأخطل:فإنْ تَكُ زِقَّ زامِلَةٍ فإنِّيأنا الطاعونُ ليس لَهُ دَواءُوقال جرير:أنا الموتُ الذي أَتَى عليكمفليسَ لهارِبٍ منِّي نَجاءُفقال عبدالملك: خذ الكيس يا جرير، فلعمري إن الموت يأتي على كل شيء.إن أسأت قتلناكدخل شاعر على داود بن المهلّب وقال له: إني مدحتك فاستمع، فقال ابن المهلب: انتظر قليلاً، ودخل بيته وتقلّد سيفه وخرج، ثم قال الشاعر: قل، فإن أحسنت حكمناك، وإن أسأت قتلناك، فأنشد الشاعر قائلاً:أَمِنْتُ بداوُدٍ وجُودِ يَمينِهِمن الحَدَثِ المَخشِيِّ والبؤسِ والفَقْرِفأَصبحتُ لا أَخْشَى بداوُدَ نَبْوَةًمن الحَدَثانِ إنْ شُدَّ بِهِ أَزريلَهُ حُكْمُ لُقمانٍ وصُورةُ يُوسُفٍوحُكْمُ سُليمانٍ وعَدْلِ أَبي بَكْرِفَتىً تَغْرَقُ الأَموالُ من جُودِ كَفِّهِكما يَغْرَقُ الشَّيطانُ من لَيلةِ القَدْرِفَسُرَّ ابن داود وقال: حَكَّمناك، فإن شئت على قدري، وإن شئت على قدرك؟ فقال الشاعر: بل على قدري.. فأعطاه ابن المهلّب خمسين ألفاً.. فقال جلساؤه للشاعر: هلا احتكمت على قدر الأمير؟ فقال الشاعر: ليس في ماله ما يفي بقدره.. فقال ابن المهلّب: أنت في هذه أشعر منك في شعرك.. وأمر له بمثل ما أعطاه.أبو دلامة في ورطةكان الشاعر أبو دلامة في مجلس الخليفة المهدي ذات يوم.. فقال له المهدي: أُهج واحداً من الحاضرين وإلاَّ قطعتُ لسانك.. فجال أبو دلامة نظره في الحاضرين، وكان كلما نظر إلى أحدهم استرضاه بغمزة، أو بعضة على شفته، فلم يجد أبو دلامة مفراً من الورطة التي هو فيها إلاّ هجو نفسه فقال:أَلاَ بَلِّغْ لَديكَ أَبَا دُلامَهْفَلَستَ مِنَ الكرامِ ولا الكَرامَهْجَمَعْتَ دَمَامَةً وجَمَعْتَ بُؤْساًكَذاكَ اللؤمُ تَتْبَعهُ الدَّمَامَهْإذا لَبسَ العِمامَةَ قُلتَ قِرداًوخنزيراً إذا نَزَعَ العِمَامَهْفضحك الحاضرون وأجازه الخليفة المهدي وكافأه على حسن تصرفه وخروجه من هذه الورطة.وسلامتكم...