13 سبتمبر 2025

تسجيل

من روائع قصائد المديح (3-4)

08 أبريل 2017

* مازلنا نسبر أغوار الأدب العربي ونغوص في بحاره العميقة للبحث عن لؤلؤة فريدة "دانة" تطفئ في أحشائنا لهفة الشوق والتطلع.. وها نحن نجد ضالتنا مع قصيدة "البردة" للبوصيري، التي يمدح فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم:أَمِنَ تذكر جيران بذي سَلَمِمَزَجْتَ دمعا جرى من مقلة بِدَمِ؟أَمْ هَبَّتِ الريح من تلقاء كاظمةٍوأَوْمَضَ البرق في الظلماء من إضَمِ؟فما لِعَيْنَيْكَ إن قلت: اكففا، هَمَتاوما لِقَلْبِكَ إن قلت: استفق، يَهِمِ؟أَيَحْسَبُ الصب أن الحب مُنْكَتِمٌما بَينَ منسجم منه ومُضْطَرِمِ؟لَوْلاَ الهوى لم ترق دمعا على طَلَلِولا أَرِقْتَ لذكر البان والعَلَمِفَكَيفَ تنكر حبا بعد ما شَهِدَتْبهِ عليكَ عدول الدمع وَالسَّقَمِ؟وَأَثبَتَ الوجد خطي عبرة وضَنّىمِثلَ البهار على خديك وَالعَنَمِنَعَمْ سرى طيف من أهوى فَأَرَّقَنيوالحُبُّ يعترض اللذات بالألَمِيا لائِمِي في الهَوَى العذري مَعْذِرَةًمِنِّي إليكَ ولو أنصفت لم تَلُمعَدَتْكَ حالي لا سري بِمُسْتَترٍعَنِ الوُشاة ولا دائي بِمُنْحَسِمِمَحَضْتَني النُّصحَ لكن لست أَسْمَعُهُإِنَّ الُمَحبَّ عن العذال في صَمَمِإِنِّي اتَّهَمْتُ نصيح الشيب في عَذَلٍوالشَّيْبُ أَبْعَدُ في نصح عن التُهمفإنَّ أَمَّارَتي بالسوء ما اتَّعظَتْمِنْ جَهْلِها بنذير الشيب وَالهَرَمولا أَعَدَّتْ من الفعل الجميل قِرَىضَيفٍ أَلمَّ برأسي غير مُحْتَشِمِلَوْ كُنْتُ أعلم أني ما أُوَقِّرُهُكَتَمْتُ سرا بدا لي منه بالكَتَمِمَنْ لي بِرَدِّ جماح من غَوايَتهاكما يُرَدُّ جماح الخيل باللُّجُمِ؟فلا تَرُمْ بالمعاصي كسر شَهْوَتِهاإِنَّ الطعامَ يقوي شهوة النَّهِمِوالنَّفْسُ كالطفل إن تهمله شَبَّ عَلىحُبِّ الرِّضاعِ وإن تفطمه يَنْفَطِمِفاصْرِفْ هَواها وحاذر أن تُوَلِّيَهُإِنَّ الهَوَى ما تولى يصم أو يَصِمِوسلامتكم...