10 سبتمبر 2025
تسجيلكم من قلم صرخ! وكم من متكلم تكلم! وكم من قلب شكا ألما وجرحا! وكم من عين بكت دمعها قهراً! والكل لا يزال ينتظر فرجاً... ولم نجد حتى الآن بعد الله منقذا. وها هي صرخة أخرى، نتمنى أن تكون الأخيرة، ومناداة لمساعدة هذه الفئة من الشعب برفع مساعداتهم الشهرية حتى يتسنى لهم العيش الكريم. وقد تسلمت الوزارات قيادات شابة في عهد سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله لتخدم الوطن ولتتفانى في خدمة مواطنيه ولتحدث تغييراً يعود بالخير على الجميع، وهذه الفئة المتضررة هي جزء من المجتمع بل الجزء الأهم الآن الذي يجب أن ينظر إليه نظرة العدالة لا الشفقة فقط والتي لم يسرِ على مساعداتها الشهرية أي تعديل. فالمتضررون من أسر محتاجة، ومطلقات، وأرامل، وزوجات مهجورات، وذوي احتياجات خاصة، وعاجزين عن العمل، وأيتام هم في حاجة ماسة لرفع مساعداتهم الشهرية لارتفاع الاسعار، وما كان أحد سيصرخ من أجلهم إلا لعلم الجميع بغلاء المعيشة وبأن المساعدة لم تعد تكفي الأساسيات. ونريد كما نجزم أنكم تريدون، أن تفرح قلوبهم، وتقر عيونهم، ويرتاح بالهم، ولا تضيق بهم الدنيا إن نقص المال بيدهم في أول الشهر، ونحن في خير بفضل الله تعالى، فلماذا مساعدات هذه الفئة قليلة؟ نعم هي مساعدة على شكل راتب شهري، ونعلم أن المساعدة قد تكون بمبلغ بسيط وثابت يسد جزءا من العيش ولكن أي مساعدة تُرفع إن كانت لا تكفي حاجة مستلميها، وأي مساعدة قد تحتاج لتعديل إن تغير وضع البلاد وزاد الغلاء. قد تُثبت المساعدات في بلدان أخرى فقيرة نظراً لفقرها، وقد تُثبت أيضاً في بلدان غنية أخرى نظراً لعدم اكتراث ولي أمرها بفئة ضعيفة، ولكن قطر "غيرررر" حباها الله بخير كثير وزاد من خيرها أن ولاة أمرها هم أصحاب فضل بعد الله على شعبها كما أنهم يساهمون في الخير مع القاصي والداني؛ لذا نجد شعبها شعبا متكاتفا حنونا رؤوفا بعضه ببعض، يصرخون من أجل غيرهم وكأنهم هم، فكيف لا يصرخون من أجل فئة منهم وفيهم؟ وهذه الفئة التي تتلقى المساعدات هي فئة ضعيفة احتاجت لوقفة الجميع معها فوقفوا دون طلب من أصحابها... فلتُرفع رواتبهم تفضلا وكرما لا أمراً وإجباراً. ونقترح عليكم لتحقيق العدالة في هذا الأمر رفع المساعدات الشهرية أولا، ثم التحقيق فيمن يستحقها فتبقى له، ومن لا يستحقها تُرفع عنه. إن وظيفة أي وزير مسؤول عن مواطنين: إن سمع عن حاجتهم أن ينزل فينظر لحالهم، وقوتهم، ومسكنهم، وأمنهم، فإن وجد شيئا قاصرا أسرع بتوفيره وأصلح ما يستطيع إصلاحه، ليس خوفا منهم ولكنه واجب عليه محاسب عن عوزهم غداً، ومأجور بعمله لهم، ولو تأملنا في القرآن لوجدنا قصة عظيمة هي قصة ذي القرنين — في سورة الكهف — ونستشف من درس سيرة ذي القرنين كحاكم أن واجبه كان معالجة الفقر والظلم والجهل، ولا ننسى الخلفاء الراشدين وكيف كانوا مع رعيتهم؟ وأمر هذه الفئة المحتاجة من أصحاب الشؤون إنما هو أمر يسير على من يسره الله عليه... نتمنى أن تُرفع مساعداتهم الشهرية. وموقف عجوز رأيناه بالبنك منذ أكثر من أربع سنوات يحزن القلب، جاءت تريد سحب مبلغ من راتب مساعدة الشؤون، فسألتها الموظفة: كم تبين يمه؟ قالت: عطيني ألف وخمسمئة.. ثم قالت العجوز: صبري يمه عطيني ألفين وخلي الباقي (أي باقي!!!)، وبالأخير ترددت إلى أن أخذت ألفا وخمسمئة ريال... فهي تريد أن تصرف وتريد في نفس الوقت أن تحتفظ بجزء منه. ما كتبنا مقالنا هذا إلا لنريد لكم الخير قبل المحتاجين هؤلاء، لديكم 12،000 منتفع (منهم عشرة آلاف أنثى)، يا الله كم يداً سترفع من أجلكم؟ إلى هنا ننتهي ونحن على يقين بأن خيرا قادم قريبا جداً لهذه الفئة بإذن الله... ومقالنا هذا لن يقف حتى يصل لمن سيأخذ به، وكل من دفع به وبقول كلمة طيبة فيهم وساعد وتكلم وناشد وأوصل أمرا فيه خير فله أجر إن نوى ذلك، هنيئا للجميع ولمن سيغير ويصدر قراراً ولمن سينفذ رفع مساعداتهم. ولنكن معا كما نحن دائما أسرة واحدة، بقلب واحد وعقل واحد، نعمل من أجل قطر ولقطر ولرفعة مواطنيها وحفظ كرامتهم وراحتهم، نعم لزيادة مساعدات منتفعي الشؤون. سعادة وزير العمل والشؤون الاجتماعية، هذا طلبنا بين يديكم.. تقدم وناشد به الكثير من الكتاب من خلال الصحف، والمواطنين من خلال مواقع التواصل، فانظر إن قدرتم عليه وإلا فارفعه عاجلا غير آجل لولي أمرنا الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ولك منا جزيل الشكر والاحترام لمقامك ولفعلك ولتفضلك بذلك. وننتظر من سعادتكم أخبارا طيبة قريبا بإذن الله. همسة نصح تأملوها: قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى لا يقدس أمة لا يعطون الضعيف منهم حقه". دمتم في حفظ الله ورعايته