18 سبتمبر 2025

تسجيل

ساعة ونص

31 أكتوبر 2012

هذا الفيلم يتعرض لقصص واقعية ونماذج بشرية مختلفة تواجه صعوبات فهو يحكي عن أناس يتمسكون بالحياة رغم واقعها وقسوتها فيعرض للمواقف التي تقابلهم في سبيل أمل يأخذهم لشاطئ النجاة بعيدا مما يعيشون فيه ويمرون به .. وقد استوحى كاتبه القصة من حادثة حقيقية وقعت في مصر وهى حادثة القطار الذي راح الكثير ضحيته له  نحن هنا أمام عدة شخصيات تستقل قطارا كل له هدفه وكل ذاهب لتحقيقه  وهؤلاء الركاب الذين يقدمهم الفيلم يحملون الكآبة غير المتوقعة والمأساة التي تحيط بهم والآلام التي يعانون منها وتصبح حياة هذا الإنسان يستقل القطار هي محور الحدث.. والسيناريست أحمد عبد الله استطاع بالحق أن يجمع كل هذه الشخصيات وأن يطرح مأساة كل نموذج منهم فى ذلك القطار.. إنها مشكلات مختلفة متباينة تعيش صراعا .. وتنتظر الأمل .. ولعل ما كتبه هذا المؤلف يذكرنا بفيليمه الجميلين:" كباريه والفرح " فهو يجمع الكثير من الشخصيات داخل مكان رئيسي فنحن أمام الزوجة التي تتزوج من رجل يكبرها في السن وتلجأ إلى شاب حينما اكتشفت  ضعف  زوجها ..وهناك الرجل الذي يبيع أرضه من أجل أن يتيح لابنه السفر للخارج والأرملة التي تسعى للحصول على معاشها  ولكن.. .. ثم الشاعر الذي كان رئيس اتحاد الطلاب ويضطر إلى بيع الكتب في القطار والأم التي تركها ابنها في محطة القطار لأنه لم يستطع الصرف عليها  والعسكري الذي قبض على متهم وما حدث له ..والطبيبة التي تتزوج من ابن عمها الجاهل والمشاكل التي تواجهها بعد الزواج  هذا إلى جانب العديد من مشاكل أخرى يطرحها المؤلف في هذا الفيلم  وغيرها من النماذج التي تستقل ذلك القطار الذي ينقلب في النهاية.. وهو مشهد تفوق فيه مخرجه في تصويره  .. ويحسب له و للمخرج جمع هذا الكم من الفنانين في فيلم واحد مثلما كنا نرى أفلام زمان. حينما كنا نجد نجوما وأبطالا كثيرين في عمل فني واحد ... ففي "ساعة ونص" نلتقي بأحمد بدير وسمية الخشاب وماجد الكدواني وإياد نصار وكريمة مختار وفتحي عبد الوهاب ويسرا اللوزي ومحمود الجندي  وسوسن بدر وأحمد السعدني وأحمد فلوكس وكريم محمود عبد العزيز ومحمد رمضان  وغيرهم. وإذا نظرنا إلى السيناريو .ربما كان يحمل ضعفا في رسم بعض  شخصياته التي لم تكن بالقوة التي كنا نأملها وذلك  نظرا لتشتت الموضوعات لكن هذا لا ينفي  أنه فيلم جاذب لما طرحه من قضايا طرحها حتى تفاعل معه المشاهد وجدانيا رغم كم الكآبة الكبير الذي عشناه طوال عرض الساعة والنص.. فالسينما كفن هي رؤية للواقع وليست هي نقل الواقع بحذافيره ..كما قدمه لنا هذا الفيلم شديد السواد !!