15 سبتمبر 2025
تسجيلمن أطلعنى على الخبر لم يفعل بى خيراً كما يظن!..ولم يزف لى البشرى كما كان يمنى نفسه (بحلاوتها)!...ومن صرخ بى أتيتكِ بما لا عين رأت ولا أذن سمعت به فعليه أن يستريح فليس ما قاله سوى البداية نحو الانحدار الخلقى الذى كنا نحذر منه سابقاً وبات اليوم يتمثله واقعاً للأسف!..جاءنى يقول (سنكون صُنـَّاع السينما وسيصبح لدينا بوابات مزخرفة وسجادة حمراء مخملية وسيدلف إلينا عباقرة السينما والمخرجون والممثلون والمنتجون.. ستصبح قطر قبلة العالم فى صناعة الأفلام)!..كان جذلاً فخوراً وكنت أنا المصدومة المرتجفة!..ففى كل عام أمتشق صهوة قلمى للحديث عن مهرجان ترابييكا السينمائى الذى يضم حشودا من الوجوه الفنية التى أكل الزمن على معظمها وشرب..تلك الوجوه التى أبحث فيها عن ميزة واحدة تجعلنى أقبل وجودها بيننا فلا أجد سوى تاريخ فني مخجل ومشاهد جرى معظمها على قارعة الطرقات أو لقاءات حميمة ومع ذلك فهى بيننا تنعم بحسن الاستقبال وطيب الإقامة وكرم الاستضافة ومعاملة الملوك وحلو الحديث وكل ما علينا فعله هو أن (نبربر) بكلمتين فى الجرائد مستنكرين معارضين وكفى الله المسئولين تجاهلنا فما صار قد صار وماذا يجدى الكلام الآن؟!..فهذا المهرجان والذى تسبقه عادة دعاية ترويجية له من خلال وضع صور ضخمة لضيوفه على شارع الكورنيش حيث المسار الذى يتم استقبال وتوديع هؤلاء المدعوين لإثراء ما تسمى بصناعة السينما لدينا يصر كل مرة على تحدينا ليس فى فكرته وحسب وإنما فى الخيوط الخفية التى يدار بها من خلال مشاركة ضيوفه الذى بات بعضهم من الدائمين له وأعنى الأخت يسرا التى أجهل حتى هذه اللحظة (قيمتها الفنية) فى وجودها بصفة دائمة فى المهرجان وترؤسها للجنة التحكيم فيه ناهيكم عن بقية الشلة التى سيعجز غيرى كما عجزت شخصياً عن ايجاد تاريخ فنى (نظيف) لكل فرد فيها باعتبار إن كل فنان له من (الشبهات) التى تلازمه ما يجعلنى حقيقة أخجل من أن أعلن عن اسمه!..فما الذى حدث ليكون هذا المهرجان حاضناً لكل من لفظته الكاميرا فى بلاده وأتى اليوم لتكون الدوحة (المفرخة) الجديدة لمواهبه وصورته؟!..ما هو التاريخ الذى نحتفظ به للمدعو (عمر الشريف) ليكون بيننا ضيفاً ونجبر طالبات جامعة قطر على استقباله فى صرحهن التعليمى وكأنه بالفعل (لورانس العرب) وتتدافع بعض صغيرات العقول للتصوير معه وتبادل الابتسامات ولا عجب إن قلت القبلات؟!..من هذا المخبول الذى التقطته كاميرات الغرب فى شبابه وجعلت منه (كومبارس) وجعلنا منه نجماً الذى تصرف كالمعتوه مع إحدى المعتوهات أيضاً بصفعها أمام الكاميرا لتوجيهها فى كيفية التقاط الصور مع سيادته فى حضور الآخرين؟!..من هذا (الشريف) الذى تمت معاملته مثل الملك وربما دعاه كرمنا الحاتمى إلى طلب اللجوء الفنى بيننا ليتصرف هذه التصرفات الرعناء.. من هم هؤلاء الذين تم حشر صورهم بيننا وما الفوائد السبع التى نجنيها كل عام من وراء هذا المهرجان الذى يقال إنه سيصنع السينما لدينا فى قطر والخليج والحقيقة إنه سيصنع الفساد والانحلال والتحرر بملايين مملينة لا يمكن أن تحافظ على هوية قطر التى لاتزال تعانى النزاع الأخير فى المحافظة على قيمها وعاداتها وروح الدين فيها؟!..ما هى الفائدة من صرف كل هذه الأموال الطائلة لتجمع ونستضيف فيه المشاهير باختلاف تخصصاتهم ولا يحضره سوى المهتمين والمثقفين بصناعة السينما بينما الشعب صاحب الأرض لا يملك سوى أن يستسلم..أين الحضور القطرى الذى تساءل عنه الضيوف الخليجيون إن كان لمهرجان بهذا الحجم أن يقام على أرض القطريين وليس لهم لا ناقة فيه ولا جمل ولا حتى عقال بعير؟!..أين الفخر بعرض ما قيل إنه فيلم قطرى يتحدث عن (احتياجات الشاذ) فى الحياة إن قبلنا فعلا بوجود هذه الفئة المنحرفة بيننا؟!..ثم ما هى حكاية هذا الفيلم المنسوب لاسم (قطر) فى حديثه عن حياة الشواذ وما يحتاجونه ليمارسوا (حريتهم) هذه دون أية عوائق تذكر؟!..هل يعقل أن تصل بنا الوقاحة لهذه الدرجة فى إثراء قيمة المهرجان بهذه المشاركة المخجلة والأشد (تواقحاً) أن يلقى الفيلم إعجاب النقاد ومن حضر العرض؟!..ماذا جرى يا بلد ليكون يوم الجمعة أفضل الأيام إلى الله وفى أول أيام شهر ذى الحجة المباركة اليوم الذى وزعت فيه الخمور مجاناً فى منتجع اللؤلؤة وكانت مباحة لكل من أراد احتساءها والرقص على الموسيقى الصاخبة التى لازمت فعاليات هذا المطعم وأدعوه شخصياً بـ (الملهى) دون اعتبار لدين أو عرف أو تقليد أو أخلاق أو حتى (لآدمية) من تجرى فى عروقه دماء حرة ترفض ما يجرى ولا يزال يحدث وسيحدث ما دمنا ندعى الصمم والبكم والعمى؟!...ما الذى يقدمه لنا مهرجان السينما كل عام إذا كنا كل عام نفقد هرماً من أهرامنا فى الأخلاق والدين والتقاليد وحجر أساس من عالم يسمى بالمحافظة والالتزام؟!.. من الذى يفرض علينا وجه عمر الشريف المخبول أو يسرا المنحلة أو ميساء اللعوب وغيرهم ممن يحلون أنفسهم لمائة رجل وامرأة فى اليوم الواحد تحت دعوى (كل ده تمثيل)؟!....فربما أكون أنا وغيرى جاهلين بصنعة السينما لكننا بالتأكيد لا نحسن التمثيل وهذا فى رأيى الفن الذى لا يستطيع أى مهرجان أن يحتضنه حتى وإن كان الحاضن الجزيرة بعظمة قدرها وسوء تقديرها!.