15 سبتمبر 2025
تسجيللا يفوت رئيس سلطة رام الله محمود عباس الفرصة أبدا لضرب المقاومة الفلسطينية في الصميم، سواء عبر "التنسيق الأمني المقدس" وإعلان نهاية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وقبول الكيان الإسرائيلي "دولة يهودية" وإسقاط حق العودة، وتحويل القضية الفلسطينية الى "قضية إنسانية ونزاع حول مسائل مختلف عليها". دون أن يتحقق أي شيء فعليا، بل زاد الأمر سوءا منذ إبرام اتفاق أوسلو المشؤوم وإقامة ما يسمى "السلطة الوطنية الفلسطينية".هذا الرجل الذي يفترض أنه يمثل "الشرعية الفلسطينية" ويفترض أيضا أنه المسؤول عن تحقيق "الحقوق الفلسطينية التي تحولت إلى مجرد "مطالب" انتقد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تدير قطاع غزة لرفضها المبادرة المصرية وقال إن حماس عادت لما قيل في البداية بعد خمسين يوما، وذلك في إشارة إلى الفترة التي استمر بها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.السؤال الجوهري هو أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ردت على العدوان الاسرائيلي ولم تسع لقتال العدو الصهيوني، وبالتالي فان الحرب فرضت عليها فرضا، دون رغبة منها، فلماذا لم يعمل عباس على وقف العدوان الاسرائيلي قبل ان يبدأ، والامر الثاني هو أن المقاومة الفلسطينية كانت تدافع عن الشعب الفلسطيني الذي تركه عباس وزمرته تحت وطأة الحصار لمدة 8 أعوام، فلماذا قبل عباس للشعب الفلسطيني في قطاع غزة أن يبقى تحت الحصار والحرمان في اكبر سجن مفتوح عرفته البشرية في العصر الحديث... كان ينبغي عليه أن يجبر الإسرائيليين على رفع الحصار، سلما أو حربا، لكنه لم يفعل.عباس الذي يكيل الاتهامات للمقاومة الفلسطينية ويتهمها بانها قتلت 2000 فلسطيني في قطاع غزة، وأتحدى أن يعرف العدد الحقيقي للشهداء والجرحى، وبالمناسبة لقد اسقط نصف عدد الجرحى الفلسطينيين من القائمة، ولو كان قائدا فلسطينيا حقيقيا لحفظ العدد الحقيقي بل واسماء كل الشهداء والجرحى. وبما أنه لم يفعل فإن هذا يلقي ظلالا من الشك على ما يقوله.يقول عباس "أن قرار الحرب والسلام ليس بيد فصيل واحد وإنما بيد القيادة وإذا كانت تريد أن يكون قرار السلم والحرب بيدها فلتتصرف لوحدها إذا." ويتهمها بتشكيل "حكومة ظل" في القطاع، محذرا من أن استمرار ذلك سيهدد الوحدة الوطنية. ووصف اعدام العملاء بأنه "إجرام"، وأن حماس "حاكمت وأعدمت لوحدها دون التشاور مع أحد"، وأن السلطة "تحمّلت وسكتت" لأن البلاد كلها كانت في خطر.ماذا فعلت السلطة التي يقودها عباس للعملاء الذين أدت خيانتهم إلى قتل عدد كبير من الفلسطينيين ومن بينهم عدد من القادة الكبار؟ الاجابة هي: لا شيء على الاطلاق.حماس والمقاومة الفلسطينية في حالة، وإعدام العملاء قضية يؤيدها كل الشعب الفلسطيني، ولعل عباس لم ير صورة تلك الأم التي وضعت قدمها فوق رأس ابنها بعد إعدامه إثر ثبوت عمالته للعدو الإسرائيلي وقالت" إنه ليس ابني" انه عمل غير صالح.تفاخر الإرهابيون نتن ياهو تسيبي ليفني وليبرمان أنهم خرجوا من العدوان على غزة بتحالف عربي يؤيد "إسرائيل" ومن بين الحلفاء محمود عباس، وانهم ليسوا وحدهم في معاداة حماس والمقاومة الفلسطينية، وأن هذا التحالف ومعه عباس يؤيد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.للأسف حماس تجامل على حساب الدم الفلسطيني، وعندما سألت خالد مشعل عن حلفاء إسرائيل رفض أن يجيب وكذلك فعل عندما سأله مراسل الجزيرة ماجد عبد الهادي ومراسل الجزيرة الإنجليزية، واكتفى بالقول "الله يسامحهم"، وأصر على أن المصالحة الفلسطينية تأتي أولا وأنه لا تراجع عنها، فهل يقاسمه عباس هذا الرأي؟ لا أظن ذلك، وهذا ما ستدركه حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية عندما "تقع الفأس في الراس" إذا لم تدركه الآن وتتحرك للتعامل بشكل عاجل.