10 سبتمبر 2025

تسجيل

الربيع العربي في عامه السادس

24 يناير 2017

ست سنوات كاملة انقضت على اندلاع الثورات العربية المعاصرة، من سيدي بوزيد التونسية التي أشعل فيها محمد البوعزيزي نفسه، ليشعل معه عالما عربيا مليئا بالقش الفكري والاجتماعي والاقتصادي والديني والسياسي، لتنتقل الثورة من تونس إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا بسرعة كبيرة فاقت قدرة الاستخبارات الأمريكية على التوقع كما قال أحد مسؤوليها ذات يوم.البعض يرى أن هذه الثورات العربية فشلت، وأن الربيع العربي تحول إلى خريف أو حتى شتاء قارص، وأن الأمور ازدادت سوءا ورداءة وعنفا ودما ومقتا وغضبا.ربما يبدو المظهر الخارجي لما يجري في العالم العربي على هذه الشاكلة، لكن الحقيقة شيء آخر، فقد نجح الربيع العربي في إزاحة 4 رؤساء في تونس ومصر وليبيا واليمن، ركبوا صدور الناس مثل المرض المزمن، فتنفسوا الصعداء وحلموا ببداية جديدة لاسترداد "السنوات المسروقة" من أعمارهم، وهي السنوات التي ضاعت من عمر جيلين، الجيل الماضي والجيل الحاضر.نجح العرب بكسر حواجز الخوف والرعب، وأثبتوا أنهم قادرون على الثورة أيضًا مثل الشعوب الأخرى. وتعامل الناس مع ما يجري "ببراءة ثورية" سمحت للدولة العميقة والمحتالين والبلطجية والشبيحة والجنرالات والمثقفين المزيفين بالانقضاض على إرادة الشعوب العربية والعودة إلى ما قبل الثورة. وحدها تونس كانت استثناء لم يغرق بالدم، رغم المال الخارجي"الملوث". وعلى النقيض كانت سوريا التي تحولت الثورة فيها إلى "حرب عالمية"، كشفت كل العفن عند العرب والعالم، لتتحول إلى "رقعة شطرنج" لإخراج الغائب في السرداب، وإنزال المخلص من السماء، وتحقيق أحلام "كاترين" الروسية على يد "بوتين" الذي منع جيشه استعادة السوريين لعاصمتهم دمشق.الثورة لا تزال مستمرة، والربيع لا يزال يتشكل وسيزهر، وما بعده لن يكون كما كان قبله حتى وإن طال الزمن.