14 سبتمبر 2025
تسجيلالإسلام دين سلام وأمن وأمان ومحبة وسماحة، رغم ما يشوهونه به ويلصقون به، الإرهاب والقتل والدمار، وهو أيضا دين التكافل من خلال الزكاة التي هي أصل أي مساعدة للمحتاج عبر مصارفها التسعة التي نعرفها، لذا رغم انبهاري بالقصة التي وصلتني عبر الإيميل وحدثت في بلد أوربي وأحببت أن أنقلها لمن لم تصله أو لم يسمع بها من قبل حتى ندرك أن الغرب أخذ روح ديننا ونحن ابتعدنا عن تلك الروح للأسف الشديد، حيث يحكي أحد الصحفيين العرب.يقول: دخلتُ لمقهى في جزيرة البندقيه بإيطاليا، وطلبت كوباً من القهوة وقطعة كعكٍ.تنقلت بينهما ما بين مرتشف وقاضمٍ متأملاً في الهدوء الذي عج به المكان فلا يقطعه إلا قرع الجرس المعلق على الباب وهو يُعلن عن دخول أحدهم أو خروج إحداهن!!ومع وصولي لنصف كوب القهوة، دخل أحدهم للمكان وسحب مقعداً بجوار طاولتي فسارعه النادل بعد قليل من جلوسه فقال له الزبون!!لو سمحت، أحضر لي كوباً من القهوة، وكوباً آخر على الحائط!اندهشت من طلبه، وتساءلت بيني وبين نفسي عن قصده ب (كوب قهوة على الحائط)؟ولم أجد غير الانتظار والترقب للمشهد حلا لي!وبعد لحظات جاء النادل وفي يده كوب قهوة واحد فقط، قدمه لجاري، ثم أخرج ورقة صغيرة وكتب عليها (كوب قهوة)، وتحرك نحو الحائط وألصقها عليه وانصرف تاركاً على رأسي صفٌ من علامات الاستفهام والتعجب،بعدها بدقائق معدودة دخل ثلاثة وكرروا ذات المشهد بأن طلبوا ثلاثة أكواب قهوة وزادوا عليها بكوبين على الحائط!!فلم يكن من النادل إلا أن أحضر لهم الثلاثة أكواب.ومن ثم ألصق ورقتين على ذات الحائط بعد أن كتب على كل واحدة عبارة (كوب قهوة)!!أحسست وقتها برغبة عارمة في الصراخ بكل أسئلة الاستفسار؟!إلا أني تذكرت أنني في قارة، (كل مين في حاله) ولست في بلد تتساوى فيه عبارتي غير كلمة، (السلام عليكم) و( إيش الموضوع؟) في طرحها على الآخر!!وما هي إلا دقائق حتى دخل زبون آخر رث الملبس إلى حدٍ ما، فجلس بالجوار فأتاه النادل فقال له الزبون بهدوء: كوب قهوة من على الحائط فقط!!فذهب النادل ومن ثم عاد بكوب قهوة ووضعه على طاولة الزبون، ومن ثم اتجه صوب الحائط وانتزع إحدى الأوراق الملصقة عليه، هنا!!أعتقد أن الفكرة قد وصلت ويا لدماثة خلق صاحبها.نعم عزيزي القارئ، إنه التكافل الاجتماعي يا سادة وبطريقة مهذبة جداً ومحترمة ومكتظة بالذوق، طريقة تضمن لمن ليس لديه ثمن كوب قهوة من الفقراء أن يطلبها دون حرجٍ وبهدوء لا يخدش كبرياءه ولا يبعثر كرامته!!وفي الوقت ذاته تعطي للمقتدر فرصة التصدق بثمن كوب قهوة دون التأثر ببؤس نظرات الفقير والمحتاج!!فكم من حائط في مطاعمنا ومقاهينا ومقاصف مدارسنا في حاجه لتفعيل هذه الفكرة الرائعة ذات الجوهر الإسلامي..وأخيراً: عسى أن تتطور هذه الفكرة هنا في وطني الحبيب قطر، بلد الخير والكرم سواء من خلال الجمعيات الخيرية أو من خلال صندوق الزكاة بالتعاون مع المطاعم الكبيرة والمقاهي الشهيرة وايضا بالتعاون مع المدراس في الدولة، بطريقة أو بأخرى، حتى لو أصبح هناك توزيع لكوبونات معينة أو أي فكرة تحفظ للفقير كرامته وماء وجهه.وأنا أعزائي القراء انتظر على الإيميل أي اقتراح يفيد في هذا الموضوع إلا أنني أرى أن تفعيله من صميم الدين الإسلامي الحنيف وسلامتكم.