14 سبتمبر 2025

تسجيل

الضربة الدولية ومسؤولية أحرار سوريا

31 أغسطس 2013

في عام 1998 أقدمت إدارة الرئيس الديمقراطي الأمريكي السابق ( بيل كلينتون ) على ضرب النظام العراقي السابق برشقات صاروخية مركزة لمراكز القيادة و السيطرة و معسكرات الجيش العراقي و للمخابرات كجزء من حالة الصراع التي كانت قائمة حول ملف التفتيش الدولي عن أسلحة الدمار الشامل العراقية ، وقتها لم يسقط النظام العراقي أو ينهار ، ولكنه كان و منذ هزيمته الساحقة و المدمرة في حرب تحرير الكويت عام 1991 يتآكل داخليا بطريقة مريعة انعكست على أوضاع الدولة العراقية التي دخلت مرحلة الانهيار الشاملة بسبب الحصار الدولي الخانق والحصار الأمني الذي كان يفرضه النظام العراقي السابق على أنفاس الناس و انكفاء ذلك النظام داخليا و تمكنه من تعزيز وضعه الداخلي رغم الانهيار الشامل و تحول الدولة العراقية لهياكل خاوية مما انعكس لاحقا وبشكل مريع على أحوال العراق من كافة المناحي حتى تحول اليوم لدولة فاشلة رغم مرور عقد من السنين على نهاية و تلاشي ذلك النظام و إعدام قادته و طوى مرحلة شديدة التعقيد من تاريخ العراق الحديث ، وقتذاك كما أسلفنا لم ينهار النظام بسبب الطبيعة الشمولية لنظام الاستبداد و تشتت المعارضة بل خوائها التام إلا من الكلام ، و بسبب القبضة الأمنية الجبارة التي تجعل من موضوعة إسقاط النظام على أيدي العراقيين مجرد أحلام عصافير!! لكون المعارضة العراقية كانت في أسوأ حالاتها ، ولكون عجز كل المجاميع السياسية العراقية بما فيهم الناقمين من البعثيين عن تنظيم صفوفهم! ثم إن السلاح كان بيد النظام العراقي فقط ، أما المجاميع العراقية المسلحة فكانت تنحصر بين قوات الحزبين الكرديين في شمال العراق و اللذين كانا في حالة اشتباك دموي بينهما حسمه صدام حسين شخصيا لصالح حزب مسعود بارزاني في دخول قوات الحرس الجمهوري الشهير لمدينة أربيل وطرد قوات جلال طالباني منها في 31 أغسطس 1996!!!!، أما الأحزاب الشيعية فكانت قواتها المسلحة هي تنظيم ( بدر ) وهو تشكيل إيراني أصلا وخاضع لقيادة الحرس الثوري الإيراني و لا يستطيع التحرك بدون أوامر إيرانية صريحة ، و نظام الرئيسين رفسنجاني ثم خاتمي كانا في علاقات متطورة مع صدام و كانا يساعدانه في تهريب البترول و العلاقات الاقتصادية الأخرى و المنافع المتبادلة ولم تكن إيران تهتم وقتذاك بالتعجيل في إسقاط نظام صدام بل كانت تنتظر نتائج اقتطاف رأس النظام دوليا لاحقا!! لذلك تخلصت وقتذاك من حمولتها الزائدة من المعارضة العراقية الطائفية التي تلاشت وهربت لمنافي اللجوء في أوروبا و أستراليا خصوصا فيما بقيت بعض الوجوه العراقية المعارضة في إيران للديكور فقط لا غير مثل المرحوم محمد باقر الحكيم... في الحالة السورية الوضع مختلف تماما و بالمرة ، فزمام المبادرة الميدانية و العسكرية هو بيد الشعب السوري الحر ، وهنالك ثورة شعبية مسلحة شارفت على أعوامها الثلاث ، وهنالك أحزاب و تيارات و مجالس شعبية و مناطق سورية محررة تقود العمل الميداني و تقلص من مساحات وجود النظام العسكرية بل و تعقد مهمته و تكبده خسائر مريعة حطمت معنوياته و جعلته يلجأ لطلب النصرة من حلفائه المافيوزيين و الطائفيين في موسكو و طهران و بغداد و بيروت ، صحيح أن هنالك خلافات واسعة وعميقة جدا في صفوف قوى المعارضة السورية إلا أنه بالمقابل توجد تشكيلات و أطر سياسية و عسكرية تقود جانبا مهما من ثورة الشعب السوري ، و الضربة الدولية المنتظرة على مراكز القيادة و السيطرة لنظام دمشق لن تنجح أبدا في إسقاط النظام نهائيا و لكنها ستضعفه و تهشمه بشكل كبير يجعل من مهمة المعارضة السورية المسلحة في إكمال المهمة أمرا حيويا بل إستراتيجيا ، الأنظمة الاستبدادية لا تسقط إلا عن طريق التدخل العسكري المباشر فقط أو الانقلاب العسكري و الانشقاق الداخلي الذي ينهي الصراع بضربة واحدة ، السوريون مختلفون تماما عن العراقيين سابقا بتواجدهم الميداني و بقياداتهم العسكرية الحرة وبوجود الجيش السوري الحر و التشكيلات العسكرية الأخرى ، لذلك لا مجال أبدا للمقارنة بين الحالتين العراقية السابقة و السورية اللاحقة ، النظام السوري سيسقط بيد أحرار الشام وحدهم وهذه نعمة كبرى تجنب السوريين ذل الاحتلال الأجنبي و قساوته و ظلامه و تمنع تكرر السيناريو العراقي الدموي المرعب الذي حطم العراق و أخرجه من اللعبة الإقليمية و سلط عليه أقوام من الفاشلين و العجزة و الأميين... الضربة الدولية المنتظرة ستعجل بإسقاط النظام المجرم ، ومهمة الإسقاط و من ثم معاقبة المجرمين هي مهمة شرف يتحملها أبطال الشام ، فهم وحدهم من سيرسم طريق المستقبل لسوريا الحرة العظيمة.....