18 سبتمبر 2025
تسجيلنشرت مواقع الاتصال الاجتماعي هذه الأيام فيديو تناقله المسلمون لحادثة هي الأولى من نوعها في الاتحاد الأوروبي تتمثل في منع مسلم من أصل جزائري هو السيد صلاح الدين يخلف مقيم في جنيف بسويسرا من الصلاة في جامع تابع لما يسمى المؤسسة الثقافية الإسلامية وهو من إنجاز الجالية المسلمة في سويسرا بتمويل جاء بعضه من المملكة السعودية. و يمكن للجميع الرجوع للفيديو على شبكة الواب و نقلته غوغل بالنص التالي : "إنه ليس مسجدا، إنه سفارة أخرى للمملكة السعودية" بهذه الكلمات خاطب الناشط الحقوقي الجزائري صلاح الدين يخلف أحد موظفي المؤسسة الثقافية الإسلامية بمدينة جنيف السويسرية، والذي فاجأه عند خروجه من المسجد بإخباره بمنع عودته إليه لثلاث سنوات كاملة قابلة للتجديد. وهو قرار مخالف للقانون السويسري يحاسب عليه من ابتكره من تلقاء نفسه بهذه الفجاجة الاعتباطية مع تحديد مدة المنع في بلاد أوروبية تؤوي اللجنة الأممية لحقوق الإنسان! و تندر المعلقون على هذه الحادثة الغريبة فقال أحدهم "نحمد الله على اقتصار هذا الحكم الاعتباطي على حرمان مسلم من صلاة الجمعة فلم يحكم بجلد المواطن الجزائري مائة جلدة !" وخاطب هذا المسؤولُ صلاحَ الدين يخلف قائلا "بناء على ما قمتم به من بلبلة يوم 27 جوان (يونيو) قررت المؤسسة منعكم منعا باتا ابتداء من اليوم لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد" أي منعه من الصلاة داخل المسجد. ويقصد المسؤول بالبلبلة محاولة الناشط طرح سؤال على الإمام والخطيب السعودي عبد الرحمن السديس خلال إلقائه محاضرة بالمؤسسة في يونيو/ الماضي بعنوان "الأمن وسبل تحقيقه والمحافظة عليه" حيث تساءل الحقوقي بنبرة استنكار: كيف يمكن أن تقود السعودية العالم نحو السلام؟ وكان يقتبس بذلك من تصريحات أدلى بها الشيخ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي لقناة "الإخبارية" السعودية على هامش مؤتمر لـ رابطة العالم الإسلامي في نيويورك. وبعد إخباره بمنعه من الصلاة بالمؤسسة، رد صلاح الدين -في مقطع فيديو انتشر بوسائل التواصل الاجتماعي- على الموظف بقوله "عن أي بلبلة تتحدثون، لقد حاولت طرح سؤال (على السديس) فرفض أن يجيبني، لم يرسلني أحد، الذي دفعني لطرح السؤال هو إنسانيتي". ورفض الناشط الجزائري أن يوقع على البيان الذي قرأه عليه من يظهر أنه مسؤول بالمؤسسة الثقافية، والذي حاول أن يترك له نسخة من البيان وخاطب صلاحُ الموظفَ بقوله "لا تمنعوا الناس من الصلاة أنا لدي عنوان لماذا لم ترسلوا لي البيان لبيتي لماذا تخبروني بقراركم أمام المسجد؟". وصرح الناشط الحقوقي غاضبا بقوله "إنه ليس بمسجد، إنه سفارة ثانية للمملكة". وبينما عبّر بعض المحيطين عن استغرابهم، وتساءلوا هل الأمر جدي؟ أجابهم صلاح بأنه ليس فيه هزل، وأنه لم تكن للمسؤولين الشجاعة لإرسال بيانهم لبيته، وانتظروا حتى خروجه من صلاة الجمعة لإخباره أمام الجميع ومنعه من العودة للصلاة مكررا أنها مؤسسة تابعة للسعودية وليست مسجدا يُعبد فيه الله ووجه الناشط انتقادات لاذعة لمتخذي القرار وقرأ عليهم آيةَ سورةِ الجن (وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا). و استنكر صلاح الأدوار التي تقوم بها الرياض، بما في ذلك دعم الانقلاب في كل من مصر وتركيا و حصار شعب قطر حسب تعبيره. . وكانت مجموعة من المصلين ظهروا في مقطع فيديو آخر بداية الشهر، غاضبين من وجود السديس داخل مسجدهم في سويسرا وأعلنوا رفضهم الصلاة خلفه وخرجوا من المسجد تباعا وعبّر المصلون عن سخطهم من الإمام السعودي ومن مواقفه التي وصفوها بالمتخاذلة وذلك في مقطع قصير لقي انتشارا واسعا بمواقع التواصل. العبرة من هذه الحادثة أن بعض الأنظمة العربية تعتقد أنها يمكن أن تمارس نفس مظالمها في الدول الأوروبية و الغربية عموما بينما لهذه الدول قوانين تحمي الناس من العسف و تحاسب كل من يتجاوز قوانينها بمنطق الصلف و التعالي و الانتقام بعقلية الناجي من المحاسبة و هذا ما يفسر عديد القضايا المرفوعة لدى القضاء البريطاني أو الفرنسي أو السويسري ضد كل من خالف معاهدة حقوق الإنسان حتى في بلده الأصلي و بلغ أمر بعض القضايا إلى مثول مرتكبي المخالفات أمام محكمة العدل الأوروبية و مجلس حقوق الإنسان الأوروبي في سترازبورغ أو الأممي في جنيف لكن بعض موظفي السفارات أو حتى المتمتعين بالحصانة الدبلوماسية لا يكترثون بحقوق المواطن الكريم المقيم في أوروبا و يخلطون بين قوانينهم الجائرة و قوانين دول الاتحاد الأوروبي المنصفة.