13 سبتمبر 2025
تسجيلالنخلة هذه الشجرة الطيبة المباركة التي قدستها كل الشعوب التي سكنت الشرق الأدنى القديم و قدسها المصريون القدماء كذلك وأحتلت مكانة عظيمة لديهم لم تنافسها أي شجرة أخرى وعبدها بعض أقوام العرب في الجاهلية. و عندما أتى الإسلام برسالته الكريمة السامية أكرم النخلة وباركها وتوجها سيدة للأشجار جميعاً ، وأوصانا بها الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) واصفاً إياها بأنها عمتنا التي خلقت من الطين مثلنا . فهذه الشجرة المقدسة رمز الخصوبة والخير وشجرة الحياة ( كما أطلق عليها الفينيقيون) ، بدأ بزراعتها الانسان القديم الذي استوطن السهل الرسوبي في جنوب وادي الرافدين في عصر حضارة (عبيد) حوالي 4500 سنة قبل الميلاد ، وتشير الشواهد الأثرية إلى أن مدينة بابل القديمة قبل 4000 سنة كانت تحيط بها بساتين النخيل كما كانت مدينة أريدوالواقعة جنوب أور في المنطقة المعروفه الآن بالأهوار والتي تعد من أقدم مدن العالم كانت من أهم مناطق زراعة النخيل ، وهناك من مؤرخي تاريخ الزراعة من يذكر أن جزيرة المحرق في البحرين هي موطن النخيل الأصلي ومنها إنتشر لبقية المناطق ، وثمة من يرى بإن نشأة النخيل ترجع الى منطقة من فلسطين تقع بين نهر الأردن والبحر الميت ، وبصرف النظر عن هذه الآراء جميعها فإنه ثمة أجماع يفيد أن موطن النخيل الأصلي هو وطننا العربي ومنه أنتشرت زراعة النخيل إلى مناطق أخرى . وتحتل الشجرة المقدسة (النخلة) مكانة هامة ومحورية في كثير من المعتقدات القديمة التي نشأت بداية في بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام (كنعان) قبل أن تنتقل بسرعة شديدة إلى أنحاء متعددة من العالم، لتستمر حاضرة كرمز حتى يومنا هذا في النقوش والرسوم والمطرزات الشعبية ، ثم لتحضر كطقس ومعتقد في(شجرة عيد الميلاد)وشجرة رأس السنة وغيرها من التقاليد، و قد سمى أهل اليونان فينيقيا وبلاد ما بين النهرين (الشرق الأدنى القديم) ببلاد النخيل، فمدينة تدمر السورية حملت اسمها هذا من إسم الإله (دامور) أو(تامور) أو (تمور) أي التمر وقد وجدت آثار هذا الإله مصكوكة على النقود في شكل نخلة تتدلى منها أعذاقها في جزر البحر المتوسط التي استعمرها الفينيقيون. وتبدو النخلة كذلك في المدخل الفخم لقصر نبوخذ نصر الملك البابلي إذ تعلو أغصان النخيل الأعمدة المزخرفة والمزينة بالتيجان لهذا القصر . أما في مصر فلم تكن النخلة تقل أهمية عما هو عليه في الشرق الأدنى ، فقد اعتبرها المصريون القدماء رمزا مقدسا إذ ترمز النخلة لتجدد الحياة وشجرة من أشجار الفردوس . وقد ُزرع نخيل البلح في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ، حيث وجدت بقايا من ثمار وبذور وكعكات البلح في المقابر القديمة ، كما اُستخدمت النخلة في تزيين أعمدة المعابد في ( أبو صير) و (شاهور) و إنتشرت رسومات النخيل في مقابر مثل (مينخت) و(سنوفر) في البر الغربي بالأقصر . كما وجدت آثار لأشجار النخيل في عدة مواقع مثل (مقبرة القرنة) المقبرة الفرعونية التي تم العثور عليها بالقرب من منطقة القرنة بالبر الغربي بمدينة الأقصر. وللحديث بقية ..