14 سبتمبر 2025
تسجيلتقبل الله طاعاتِكم، وكل عام وأنتم بخير، وعساه يعود علينا وعليكم وعلى بلادنا ومن يقيم عليها بخير وعافية وأمن وأمان. اللهم آمينعشنا أياما جميلة هادئة ولله الحمد، ولكنها كانت صاخبة في أرجاء الوطن العربي فهزتنا الأخبار وآلمنا مصاب المسلمين في كل مكان، ففي حين يسود الهدوء والسكينة الدول الغربية، احتلت الدول العربية قائمة الأخبار كالعادة.ومع قصف غزة، ما زلنا نعيش في حالة استنفار، وهذا هو دورنا فقط؟! فما أن نسمع بقصف ودمار وموت حتى نهب للمساعدة، فنكفل أيتام المسلمين ونبني بيوتهم ونطعم جائعهم!! ولم نعد نلتفت لمكان يكون به فقراء ومحتاجين إلا ونجد المنكوبين أكثر وجعاً وألماً وحاجة. وكل المصائب في ديار العرب وبالمسلمين فقط! وبالرغم من تبرعات أهل الخير فهي لا تغطي جميع المنكوبين ولن تسد حاجتهم وتكفيهم وتؤمن لهم العيش لشهور قادمة، ولن تضمد جراحهم النفسية، فلا حول ولا قوة إلا بالله. سئمنا القتل وقصف المسلمين ظلماً وعدواناً، وأرهقت قلوبنا ما ترى أعيننا من جثث دون ذنب. ومصابنا هذا إنما هو من عدم اجتماع العرب على كلمة واحدة، فأصبح الغرب يسترخصنا لأننا فيما بيننا قد استرخصنا دمنا العربي المسلم، فما أن يُنتهك بلد عربي إلا وتكون باقي الدول العربية بين مؤيد ومحايد ورافض، ويجتمعون على الاستنكار ومد يد العون إن حدث شيء رباني من زلازل وبراكين في بلاد الغرب، فيحزنون ويشجبون ويستنكرون مصابهم ويؤيدون كلمة الارهاب التي ألصقها الغرب بالمسلمين، وهم أهل الإرهاب.. لذا فعندما نقف لنقول كلمة لا فعل وراءها! وطلباً لا قرارات صارمة تؤيده! فطبيعي أن لا نُحترم، وطبيعي أن يُستهتر بنا وتستحل دماؤنا، وطبيعي ألا تُسمع كلمة حاكم مسلم ضميره حي، وطبيعي أن يُسفك دم المسلم، وطبيعي أن تدنس مقدسات المسلمين وتُهدم، وطبيعي أن يُقصف أهل غزه وهم صيام وعلى الموائد مجتمعون.لماذا ونحن نملك من البترول والغاز ما يجعلنا نشتري جيوشاً إن لم نمتلك شعوبا، وأسلحة وطائرات وكل ما تحتاجه الحروب، نقبل أن يُهدر دم المسلمين هكذا؟! كيف هو الحال أن كنا نحن مكانهم وأطفالنا يُقتلون، وأهلونا أمامنا مصابون وتحت الأنقاض ميتون؟! فهل تتخيلون؟! وهل من حل؟!كتبت في مقالي بيجينا الدور بتاريخ 22 /8 /2013 عن تخوفي من أن يكون هز العالم العربي هو للوصول للخليج لخيراته! فشمال الجزيرة العربية وجنوبها مزعزع أمنه، ومثارة فيه الفتن، فهاهم يُضعفون دولا هي الأكثر شعوبا والأولى وقوفاً واحتجاجا ونصرة للمسلمين في كل مكان، حتى يسهل نيل الفريسة. فالله در مصر واليمن وغزة كم هي جراحهم! ولله در العراق وسوريا كم نُكل بهم. أصبحنا في حكم المتفرج لما يحدث حولنا، وكأننا نشاهد فيلماً ما، بفارق أن الفيلم إن لم يُعجبنا غيرنا القناة لغيرها، لكن الواقع العربي لا نستطيع تغييره، فنُجبَر على مشاهدة ومتابعة أحداثه المؤلمة (مقالي سنفك القيود قريباً بتاريخ 7 /11 /2013).ولنعلم أن الاستعمار الغربي الحديث قد تغير ولم يصبح كالسابق بدخول جيوشهم وأساطيلهم مباشرة فتكون خسائرهم كثيرة، وإنما أصبحت الفكرة الحديثة أن يكون الآستعمار بيد عربية يقال مسلمة تُعان بالخفاء ليُتحكموا بها عن بعد، فتُدس الفتن في البلد المراد استعماره، ثم يأتونها كالمنقذين وهم في الحقيقة المخربون المستعمرون فيقصفونها ويقتلون أهلها.. إلخ. أما حقوق الانسان والأمم المتحدة فهما واجهة واحدة للاستعمار الحديث، تحت شعار الانسانية والإنقاذ، تعددت مسمياتهم وهدفهم هلاك المسلمين.لكل شيء بداية ونهاية، إقبال وإدبار، ونرجو الله أن يعين هذه الأمة المنكوبة على النهوض من الفتن، ولنجد حلاً يجعل الغرب يقف احتراما للمسلمين، ويسعون هم لمصالحتنا والتقرب منا، بل والخوف من حنقنا. فمتى سيأتي هذا اليوم الذي سيعيش الغرب فيه تحت ظل المسلمين من جديد، وكيف سنصل إليه؟همسة بطلإخواني، ماذا ننتظر؟! هل ننتظر الضمير العالمي؟ أين هو الضمير العالمي؟!.. فماذا يخيفنا؟! أن نخشى الموت؟! وهل هناك موتة أفضل وأكرم من أن يموت الإنسان مجاهداً في سبيل الله.. أيها المسلمون نريدها قومة ونهضة إسلامية.. دعوة للجهاد في سبيل الله، في سبيل ديننا وعقيدتنا؛ دفاعا عن مقدساتنا وحرماتنا وأرجو الله سبحانه وتعالى أنه إذا كتب لي الموت، أن يكتب لي الموت شهيداً في سبيل الله (الملك فيصل رحمه الله).دمتم في حفظ الله ورعايته.