13 سبتمبر 2025
تسجيلإسرائيل دولة فوضوية وعشوائية بامتياز، وهي لديها قدرات فطرية لتحريف أي قوانين أو تشريعات والقفز على أي حقائق واقعية، وقد فعلت ذلك منذ مئات السنوات وظلت تتوارثه حتى تاريخنا المعاصر الذي استولت فيه على فلسطين بالحيلة والقوة.تواصل الدولة الصهيونية متابعة هوسها الديني وتعمل على نبش ونهش المسجد الأقصى بمزاعم عبرية زائفة، ولا تكترث لأي منطق تاريخي أو إنساني، ومؤخرا وتنفيذا لتوصيات من الكنيست، باشرت إسرائيل فعليا تقسيم المسجد الأقصى المبارك، وخصصت أوقاتا معينة لممارسة اليهود شعائرهم داخله، بينما واصلت التضييق على الفلسطينيين ومنعت من هم دون سن الخمسين من الصلاة والرباط في ساحات الحرم الشريف.وتضمنت التوصيات، التي صدرت مطلع رمضان المبارك، إنشاء مديرية تشرف على اقتحام اليهود والسياح الأجانب المسجد الأقصى المبارك، وبدأت إسرائيل فعليا منع من هم دون سن الخمسين من المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى.وتنسجم التوصيات مع قانون وزارة الأديان الداعي لحظر رفع الأذان ومنع المسلمين من الصلاة في أوقات محددة، مقابل السماح لليهود بإقامة الشعائر التلمودية ثلاث مرات في اليوم وفرض السيادة الإسرائيلية على ساحات الحرم.وما حدث يعتبر اختطافا قسريا وإجراميا لأحد المواقع الإسلامية المقدسة، ويأتي في وقت يمكن القول فيه إن جميع العرب والمسلمين في حال انشغال بقضايا انصرافية تلهيهم عن ثوابتهم وأماناتهم، وهم في وضع لا يسمح لهم بأقل من الإدانة والشجب، دون أن يتزامن مع ذلك تحرك فعلي في المؤسسات والمنابر الدولية لحصار الدولة الصهيونية قانونيا وأخلاقيا وإنسانيا، لأنها تهدم وتخرّب وتوجد مزيدا من الأحقاد والفتن في النفوس.كل تصرفات الكيان الصهيوني غير متوافقة مع الشروط الدولية، وتستطيع بالدعم الأمريكي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن تنجو دوما من العقاب، ولكن ماذا نفعل حيال ذلك؟ لابد أن هناك طرقا سياسية ودبلوماسية للانتشار في العالم بسوء أفعال هذه الدولة الغاصبة التي تستحق أن تعزل وأن تعاقب وأن يرى العالم بؤس ما تصنع في الأرض والإنسان في فلسطين المحتلة، دوما هناك طرق وأوراق ضغط يمكن التحرك من خلالها واللعب بها في المحافل الدولية، ولكن هل لدينا الإرادة؟ ذلك ما ينقصنا، لأننا ننتظر شيئا لا يأتي دون سعي منا، وهو أن تتحرر القدس ونحن نشاهد التلفاز.